وهذا لا يشهدُ له ظاهر الكلام، ألا ترى كيف فسَّر المُحَاجَّةَ التي أخبر عنه بها بقوله: ﴿أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ﴾، فادَّعى ذلك لنفسه ابتداءً، ولم يقل: "وأنا أحيي وأميت"، بل ابتدأ ذلك لنفسه، وكأن هذا القائل فَرَّ من تسمية الكافر بالمَلِكِ، والله قد سمَّاه به نصًّا في "سورة يوسف" كما قدَّمنا.
كما أخبر عنه باسم "العزيز"، وهو من أسماء الله سبحانه، ولكنه سبحانه ذو العِزَّتَيْنِ؛ الإلهية التي بها كان عزيزًا، والعزة المخلوقة، ولله العزة جميعًا:
الأولى: بحُكْمِ الصفة (١).
والثانية: بحُكْمِ الخِلْقَةِ (٢).
كما أنَّه سبحانه ذو الرحمتين:
[الأولى]: رحمة هي صفة ذاتية أوَّلية (٣).
[والثانية]: ورحمة أخرى خَلَقَها وجعلها مائة جُزْءٍ؛ بثَّ منها في الخلق واحدة، فبها يتراحمون، وبها ترفع البهيمةُ حافرها عن ولدها (٤)،