ثانياً: أقوال العلماء في توجيه القراءة بالتاء (ما تخفون وما تعلنون) والقراءة بالياء (ما يخفون وما يعلنون):
يرى ابنُ عطية أن القراءة بياء الغيبة تدل على أن الآية من كلام الهدهد، أما القراءة بالتاء فتدل على أنها من خطاب الله لأمة محمد - صلى الله عليه وسلم- (٣)، ووافقه القرطبي في ذلك (٤).
والجمهور على أن قوله:{أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ} كله من كلام الهدهد (٥)، والفرق بين القراءتين هو أن القراءة بالتاء
(١) الدر المصون (٨: ٥٩٨). (٢) ينظر: معاني القراءات، للأزهري (٢: ٢٣٩)، تفسير السمرقندي (٢: ٥٧٩)، إبراز المعاني من حرز الأماني، لأبي شامة (١: ٦٢٩)، تفسير أبي حيان (٨: ٢٣١)، فتح القدير، للشوكاني (٤: ١٥٥)، (٣) ينظر: المحرر الوجيز (٤: ٢٥٧). (٤) ينظر: تفسير القرطبي (١٣: ١٨٨). (٥) ينظر: تفسير مقاتل بن سليمان (٣: ٣٠١)، الهداية إلى بلوغ النهاية، لمكي بن أبي طالب (٨: ٥٤٠١)، تفسير الزمخشري (٣: ٣٦٢)، زاد المسير، لابن الجوزي (٣: ٣٥٩)، تفسير أبي حيان (٨: ٢٣٢).::