" أدركتُ الرجلَ إدراكاً: إذا لحقته"(١)، وتَدَاركَ القومُ: لَحِق آخرُهم أولَهم (٢)، و (استدركَ) ما فات و (تدارَكَه) بمعنىً (٣).
قال الزمخشري (٤): "وتدارك خطأ الرأي بالصواب واستدركه، واستدرك عليه قوله"اهـ (٥)، وقال الزبيدي (٦): "استدركَ عليه قولَه: أصلح خطأه، ومنه المستدرك على الصحيحين"اهـ (٧)، وفي المعجم الوسيط: استدرك عليه القول: أصلح خطأه أو أكمل نَقصه أو أزال عنهُ لبساً (٨).
فيظهر مما ذُكر أن الاستدراك في اللغة له استعمالان:
الأول: أن يستدرك الشَّيءَ بالشَّيءِ، إذا حاولَ اللَّحَاقَ به.
(١) جمهرة اللغة، لابن دريد، مادة: دَرَكَ، (٢: ٦٣٦). (٢) ينظر: لسان العرب، لابن منظور، مادة (دَرَكَ)، (١٠: ٤١٩)، القاموس المحيط، للفيروزأبادي، مادة (دَرَك)، (١: ٩٣٨). (٣) ينظر: الصحاح: تاج اللغة وصحاح العربية، للجوهري، مادة: دَرَكَ، (٤: ١٥٨٢). (٤) محمود بن عمر الزمخشري، أبو القاسم، جار الله، إمام في اللغة والنحو والأدب، كان معتزلياً، وله في التفسير: الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل في وجوه التأويل، توفي بخوارزم سنة ٥٣٨ هـ. ينظر: نزهة الألباء، للأنباري (ص: ٢٩٠)، معجم الأدباء، لياقوت الحموي (١٩: ١٢٦)، إنباه الرواة، للقفطي (٣: ٢٦٥)، طبقات المفسرين، للسيوطي (ص: ١٢٠). (٥) أساس البلاغة، مادة: دَرَكَ، (١: ٢٨٥). (٦) محمد بن محمد الحسيني الزَّبيدي، أبو الفيض، الملقب بمرتضى، علامة باللغة والأنساب، من أبرز كتبه: تاج العروس في شرح القاموس، وإتحاف السادة المتقين في شرح إحياء علوم الدين، توفي بالطاعون في مصر سنة ١٢٠٥ هـ. ينظر: الأعلام للزركلي (٧: ٧٠)، حلية البشر في تاريخ القرن الثالث عشر، لعبدالرزاق الميداني (١: ١٤٩٢)، طبقات النسابين، لبكر أبو زيد (١: ١٨١). (٧) تاج العروس، مادة: دَرَكَ (٢٧: ١٤٤). (٨) ينظر: المعجم الوسيط، إعداد: مجمع اللغة العربية، (استدرك)، (١: ٢٨١).