وفي صحيح مسلم (١) عن عبد الله بن عمر قال: سَمِعْتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إذا أرَاد الله بِقَوْم عَذابا أصَاب العَذَاب مَنْ كان فِيهم، ثم بُعِثُوا على نِيَّاتِهم.
وعن أم سَلمة وسُئلت عن الجيش الذي يُخْسَف به - وكان ذلك في أيام ابنِ الزبير - فقالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يَعُوذ بِالبَيت عَائذ، فَيُبْعَث إليه بَعْث، فإذا كَانوا بِبَيْدَاء مِنْ الأرْض خُسِف بِهم. فقلت: يا رسول الله! فكيف بِمَنْ كان كَارِهًا؟ قال: يَخْسِف به معهم، ولكنه يُبْعَث يَوْم القِيَامَة على نِيَّتِه (٢)(٣).
وفي قَوله تعالى:(وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا)[فاطر: ٤٥] قال القرطبي: يَعني مِنْ الذُّنُوب. (مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِنْ دَابَّةٍ)، قال ابن مسعود: يُرِيد جَمِيع الْحَيَوَان مِمَّا دَبّ ودَرَج. قال قتادة: وقَد فَعل ذلك زَمَن نُوح عليه السلام. وقال الكلبي:(مِنْ دَابَّةٍ):
(١) (ح ٢٨٧٩)، ورواه البخاري (ح ٦٦٩١)، وفيهما: ثم بُعِثُوا على أعْمَالِهم. (٢) رواه مسلم (ح ٢٨٨٢) وهو مخرج في الصحيحين من حديث عائشة بمعناه. البخاري (ح ٢٠١٢). (٣) الجامع لأحكام القرآن، مرجع سابق (١٠/ ١٠٦، ١٠٧).