ويُحْتَمل أن يَكُون فَهِم ذَلك مِنْ قَوله تَعالى:(اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ) الآيَة، لا أنه كان تَقَدّم نَهْي على مَا دَلّ عليه حَديث البخاري ومسلم، والله أعلم.
٣ - أنه مَا مِنْ عَبْد يُذْنِب ثم يَسْتَغْفِر الله صَادِقًا مِنْ قَلْبِه إلَّا غَفَر الله له، وهو بِمعنى السَّابق مِنْ حَيث العُمُوم والشُّمُول.
٤ - والآيَة الثَّانية - آيَة التَّوبة - خَاصَّة بِمَنْ مَات على النِّفَاق، فإنه جَعَل تفسير الآية مُرْتَبطًا بقَوله تَعالى:(وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا).
(١) وعلى ذلك يُحمَل قول عمر رضي الله عنه: أتُصلي عليه وقد نهاك الله أن تصلي عليه؟ لأن عمر يرى أن ابن أبي من جملة الكفار. وكان عمر رضي الله عنه كثيرًا ما يقول: دعني أضرب عنق هذا المنافق. قالها في غير واقعة. وفي هذه الواقعة قال عمر: يا نبي الله أتصلي على عدو الله؟ رواه ابن حبان (ح ٣١٧٦ إحسان)، وابن حزم في المحلى (١١/ ٢٠٩) وذكر الرازي في التفسير الكبير (١٦/ ١١٧) أن عمر رضي الله عنه قال لابن أبي بعد أُحُد: اجْلِس يا عدو الله! فقد ظَهَر كُفْرُك. (٢) الجامع لأحكام القرآن، مرجع سابق (٨/ ١٩٩ - ٢٠١). (٣) المرجع السابق (٥/ ٤٠٤).