مُنصَرَفه صلى الله عليه وسلم مِنْ حَجَّة الوَدَاع (١).
ومَعْنَى الْحَدِيث: الوَصِيَّة بِقَرَابَةِ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم.
قال القُرْطبي: هَذِه الوَصِيَّة، وهَذا التَّأكِيد العَظِيم يَقْتَضِي وُجُوب احْتِرَام آل النبي صلى الله عليه وسلم وأهْلِ بيته، وإبْرَارِهم وتَوْقِيرِهم ومَحَبَّتِهم وُجُوب الفَرُوض الْمُؤكَّدَة التي لا عُذْر لأحَدٍ في التَّخَلُّف عنها، هذا مَع مَا عُلِمَ مِنْ خُصُوصِيَّتِهم بِالنبي صلى الله عليه وسلم وبِأنّهُم جُزْء مِنه؛ فإنَّهُم أُصُولَه التي نَشَأ عنها، وفُرُوعَه التي تَنشَأ عَنه (٢).
وهذا الحديث مما زاد فيه أهل البدع والزندقة! قال القرطبي: وهو الذي أكْثَرَت الشِّيعة وأهْل الأهْواء فِيه مِنْ الكَذِب على رَسُول الله صلى الله عليه وسلم في اسْتِخْلافه عَليًّا، ووَصِيته إياه، ولم يَصِحّ مِنْ ذلك كُلّه شيء إلَّا هَذا الْحَدِيث (٣).