جَاء في آيَة أُخْرَى مَا يُوهِم خِلاف ذلك، وهي قَوله تَعالى:(قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى)(١).
[جمع القرطبي]
قَال القرطبي في آيَة "الأنعام": قَوله تَعالى: (قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا) أي: جُعْلًا (٢) على القُرآن (إِنْ هُوَ) أي: القُرآن (إِلَّا ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ) أي: هو مَوْعِظَة للخَلْق (٣).
وفي آيَة "سبأ" قَال القرطبي: قَوله تَعالى: (قُلْ مَا سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ) أي: جُعْل على تَبْليغ الرِّسَالَة (فَهُوَ لَكُمْ) أي: ذلك الْجُعْل لَكُمْ إن كُنْتُ سَألْتُكُمُوه، (إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ) أي: رَقِيب وعَالِم وحَاضِر لأعْمَالِي وأعْمَالِكم، لا يَخْفَى عَليه شَيء، فَهو يُجَازِي الْجَمِيع (٤).
وقال مِثْل ذَلك في تفسير آيَة "ص"، حَيث قَال: قَوله تَعالى: (قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ) أي: مِنْ جُعْل على تَبْلِيغ الوَحْي (٥).
(١) دفع إيهام الاضطراب، مرجع سابق (ص ١٦٥، ١٦٦) باختصار. (٢) الجُعل: بضم الجيم: ما يجعل للعامل عوضًا. (تحرير ألفاظ التنبيه ص ٢٠٦)، وفي المطلع (ص ٢٨١): الجعالة - بفتح الجيم وكسرها وضمها - ما يجعل على العلم - ذكره شيخنا في مثلثه - قال: ويُقال: جعلت له جعلًا وأجعلت: أوجبت. وقال ابن فارس في المجمل: الجعل والجعالة والجعيلة: ما يعطاه الإنسان على الأمر يفعله. (٣) الجامع لأحكام القرآن، مرجع سابق (٧/ ٣٠). (٤) المرجع السابق (١٤/ ٢٧٤). (٥) المرجع السابق (١٥/ ٢٠٢).