في كَلام العَرَب لا تَأتي إلَّا بإيذَان انْقِطَاع مَا بَعْدَها عَمَّا قَبْلَها، وذَلك كَقَول القَائل: قُمْتُ ثم قَعَدّتُ، لا يَكُون القُعُود إذْ عُطِف به بِـ (ثُمّ) عَلى قَوله: قُمْتُ، إلَّا بَعْد القِيَام وكَذلك ذَلك في جَمِيع الكَلام.
ثم رَدّ ابنُ جرير القَول بالتَّقْدِيم والتَّأخِير، بِقَولِه: وقَد وَجَّه بَعْض مَنْ ضَعُفَتْ مَعْرِفَته بِكَلام العَرَب ذَلك إلى أنه مِنْ الْمُؤخَّر الذي مَعْنَاه التَّقْدِيم، وزَعَم أنَّ مَعْنى ذَلك ولَقَد خَلَقْنَاكُم ثُم قُلْنا للمَلائكَة اسْجُدُوا لآدَم ثُمَّ صَوَّرْناكُم.
وذَلك غَير جَائز في كَلام العَرَب، لأنها لا تُدْخِل (ثُمَّ) في الكَلام وهِي مُرَاد بِهَا التَّقْدِيم عَلى مَا قَبْلها مِنْ الْخَبر، وإن كَانُوا قَدْ يُقَدِّمُونها في الكَلام إذا كان فيه دَليل عَلى أنَّ مَعْنَاها التَّأخِير .... غَير جائز أن يَكُون أمْر الله الْمَلائكَة بالسُّجُود لآدَم كَان إلَّا بَعْد الْخَلْق والتَّصْوير لِمَا وَصَفْنَا قَبْل (١).
وبالتَّقدِيم والتَّأخِير قال السمرقندي، إذْ يَقول: