وقال رجل: يا رسول الله، أوصني، قال:«لا تغضَبْ»، قال: أوصني، قال:«لا تغضب»، قال: أوصني، قال:«لا تغضب»(٢).
وقال -صلى الله عليه وسلم-: «الغضب جمرةٌ من جمْر جَهنمَ يُوقِدُها الشيطانُ في قلبِ ابنِ آدمَ»(٣).
وقال -صلى الله عليه وسلم-: «إن الله رفيقٌ يحب الرفق في الأمر كله، ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف، وما لا يُعطي على ما سواه»(٤).
وقال -صلى الله عليه وسلم-: «إن الرفق لا يكون في شيءٍ إلا زانه، ولا يُنزَع من شيءٍ إلا شانه»(٥).
وقد قيل:«في التأني السلامَة، وفي العجلة الندامة»(٦).
والحلم إنما يُمدح ويُستحق في مكانه المناسب؛ كما قال -صلى الله عليه وسلم-: «ليس الشديد بالصُّرَعَة، إنما الشديد الذي يملِك نفسه عند الغضب»(٧).
(١) انظر: «لسان العرب»، مادة «أني». (٢) أخرجه البخاري في الأدب (٦١١٦) من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-. (٣) أخرجه الترمذي في الفتن (٢١٩١)، وأحمد ٣/ ١٩، ٦١ (١١١٤٣، ١١٥٨٧) من حديث أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- بلفظ: «الغضب جمرة توقد في جوف ابن آدم». قال الترمذي: «حديث حسن صحيح». (٤) أخرجه البخاري في الاستئذان (٦٢٥٦)، ومسلم في البر (٢٥٩٣)، وابن ماجه في الأدب (٣٦٨٩) من حديث عائشة -رضي الله عنها-. وأخرجه أبو داود في الأدب (٤٨٠٧)، وأحمد ٤/ ٨٧ (١٦٨٠٢) من حديث عبد الله بن مغفَّل -رضي الله عنه-. وأخرجه مالك في الاستئذان (٢/ ٩٧٩) من حديث خالد بن معدان -رضي الله عنه-. وأخرجه ابن ماجه في الموضع السابق (٣٦٨٨) من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-. (٥) أخرجه مسلم في البر (٢٥٩٤)، وأبو داود في الجهاد (٢٤٧٨)، من حديث عائشة -رضي الله عنها-. (٦) انظر: «فتح ذي الجلال والإكرام، بشرح بلوغ المرام» للشيخ ابن عثيمين (٦/ ٤١١)، و «معجم اللغة العربية المعاصرة» للدكتور أحمد مختار عمر (٢/ ١٠٥٩). (٧) أخرجه مالك في حسن الخلق (٢/ ٩٠٦)، والبخاري في الأدب (٦١١٤)، ومسلم في البر والصلة (٢٦٠٩)، وأحمد ٢/ ٢٣٦ (٧٢١٩) من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-.