وسأله -صلى الله عليه وسلم- أناس من الأنصار فأعطاهم، ثم سألوه فأعطاهم، حتى إذا نفِد ما عنده قال:«ما يكون عندي من خيرٍ فلن أدخِرَه عنكم ..... » الحديث (١).
وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «لو كان لي مِثلُ أُحُدٍ ذَهَبًا ما يَسُرني ألا يمرَّ عليَّ ثلاث وعندي منه شيء إلا شيء أرصده لدَين»(٢).
وعن جُبير بن مُطعِم -رضي الله عنه- قال: عَلِقَتْ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- الأعرابُ يسألونه حتى اضطروه إلى سَمُرة، فخَطِفتُ رِداءَه، فوقف رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال:«أعْطُوني ردائي، فلو كان عدد هذه العِضاهِ نَعَمًا لقَسَمْتُه بينكم، ثم لا تجدوني بَخيلًا، ولا كَذوبًا، ولا جَبانًا»(٣).
وقد كان الكرم سجيةً في أصحابه رضوان الله عليهم، فقد حث -صلى الله عليه وسلم- يومًا على الصدقة، فجاء أبو بكر -رضي الله عنه- بجميع ماله، وجاء عمر -رضي الله عنه- بنصف ماله (٤)، وجهز عثمان -رضي الله عنه- جيش العُسرة ثلاثمئة بَعيرٍ بأحلاسها وأقتابها، حتى قال -صلى الله عليه وسلم-: «ما ضرَّ عثمانَ ما عَمِلَ بعد اليوم»(٥).
وهكذا كان عبد الرحمن بن عوف -رضي الله عنه-، وغيرهم من الصحابة -رضي الله عنهم-.
وكان لسماحة الشيخ العلامة عبد العزيز بن باز -رحمه الله- في هذا العصر النصيب الأوفر، والقِدْح المُعَلَّى في بذل العلم، والمال، والخير، والدعوة، والنصيحة، والمعروف، والإصلاح بين الناس، والخير، والجود، والعطاء، -رحمه الله-: {ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ}[الحديد: ٢١، والجمعة: ٤].
(١) أخرجه البخاري في الرقاق (٦٤٧٠)، ومسلم في الزكاة (١٠٥٣) من حديث أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه-. (٢) أخرجه البخاري في الاستقراض (٢٣٨٩)، ومسلم في الزكاة (٩٩١)، وأحمد ٢/ ٣٤٩ (٨٥٩٥). (٣) أخرجه البخاري في الجهاد والسير (٢٨٢١)، وأحمد ٤/ ٨٢ (١٦٧٥٦). (٤) أخرجه أبو داود في الزكاة (١٦٧٨)، والترمذي في المناقب (٣٦٧٥)، والدارمي ١/ ٤٨٠ (١٦٦٠) من حديث عمر بن الخطاب. قال الترمذي: «هذا حديث حسن صحيح». وقال الحافظ ابن حجر في «التلخيص الحبير» (٣/ ٢٤٩): «صححه الترمذي والحاكم، وقواه البزار، وضعفه ابن حزم بهشام بن سعد، وهو صدوق». وحسنه الألباني في «صحيح أبي داود» (١٤٧٣). (٥) أخرجه الترمذي في المناقب (٣٧٠١)، وأحمد ٥/ ٦٣ (٢٠٦٣٠) من حديث عبد الرحمن بن سمرة -رضي الله عنه-. قال الترمذي: «حديث حسن غريب». وحسنه الألباني في «مشكاة المصابيح» (٦٠٧٣).