عوِّد لسانَكَ قولَ الصدقِ تَحْظَ به … إن اللسانَ لما عودتَ مُعتادُ (١)
وهو نقمة عظيمة لمن خذله الله تعالى، يكفر بسببه بقوله كلمة الكفر، كما قال تعالى عن المنافقين:{يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ مَا قَالُوا وَلَقَدْ قَالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلَامِهِمْ}[التوبة: ٧٤]، وذلك باستهزائهم بالله، وآياته، ورسوله -صلى الله عليه وسلم-.
وبسببه يقع الكثيرون في الموبِقات، والكبائر، وغيرها من المعاصي؛ من قول الزور، وشهادة الزور، والغِيبة، والنميمة، واللعن، والسب، والشتم، وغير ذلك.
ولهذا حذر النبي -صلى الله عليه وسلم- من خطر اللسان وعثراته، فقال لمعاذ -رضي الله عنه-: «كُفَّ عليك هذا» قال معاذ: فقلت: يا نبي لله، وإنا لمؤاخَذون بما نتكلم به؟ فقال:«ثكِلتك أمُّك يا معاذُ، وهل يَكُبُّ الناسَ في النار على وجوههم- أو على مَناخِرِهم- إلا حصائدُ ألسنتهم»(٢).
وفي حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- المتقدم، قال:«وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سَخَطِ الله، لا يُلقي لها بالًا، يَهوي بها في جهنم»(٣).
وفي حديث بلال -رضي الله عنه- السابق قال:«وإن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله، ما يظن أن تبلغ ما بَلَغَتْ، يكتب الله عليه بها سَخَطَهُ إلى يوم يَلقاه»(٤).
وقال -صلى الله عليه وسلم-: «من يضمن لي ما بين لَحْيَيْهِ وما بين رِجليه أضمَن له الجنة»(٥).
(١) بلا نسبة في «روضة العقلاء، ونزهة الفضلاء» (ص ٥١)، و «أدب الدنيا والدين» (ص ٢٦٣). (٢) أخرجه الترمذي في الإيمان (٢٦١٦)، وابن ماجه في الفتن (٣٩٧٣)، وأحمد ٥/ ٢٣١ (٢٢٠١٦) من حديث معاذ بن جبل -رضي الله عنه-. قال الترمذي: «هذا حديث حسن صحيح». وصححه الألباني في «الصحيحة» (٣٢٨٤)، وفي «الإرواء» (٤١٣). (٣) سبق تخريجه قريبًا. (٤) أخرجه مالك في الكلام (٢/ ٩٥٨)، والترمذي في الزهد (٢٣١٩)، وابن ماجه في الفتن (٣٩٦٩)، أحمد ٣/ ٤٦٩ (١٥٨٥٢). قال الترمذي: «حسن صحيح». وصححه الألباني في «الصحيحة» (٨٨٨). (٥) أخرجه البخاري في الرقاق (٦٤٧٤) من حديث سهل بن سعد -رضي الله عنه-.