في وجوههم، كما قال تعالى:{تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ}[المطففين: ٢٤]، وقال تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ (٣٨) ضَاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ} [عبس: ٣٨ - ٣٩].
فجمع الله -عز وجل- لهم بين نزع الغل وإذهاب الحزن فكمل نعيمهم، سلموا من الغل في صدورهم، الذي السلامة منه في الدنيا أمر بعيد المنال، والذي أفسد ونكد على أهل الدنيا صفو حياتهم، فأشعل نار الكراهية والعداوات بينهم، والخلافات والنزاعات، وجعل بعضهم يظلم بعضًا، ويعتدي بعضهم على بعض في الأنفس والأعراض والأموال.
وسلموا من الحزن الذي لم يدع لذي لب في الدنيا فرحًا، والذي نغص وكدر على الناس صفو عيشهم، كما قال الشاعر:
لا طِيبَ للعيش ما دامت منغَّصةً … لذَّاتُهُ بادِّكار الموت والهَرَمِ (١)