وإذا كان -عز وجل- لا يحب المسرفين فهو يُبغِضهم، ومن أبغضه الله عذبه، كما قال تعالى:{فَلَمَّا آسَفُونَا انْتَقَمْنَا مِنْهُمْ}[الزخرف: ٥٥]؛ ولهذا قال تعالى:{وَأَنَّ الْمُسْرِفِينَ هُمْ أَصْحَابُ النَّارِ}[غافر: ٤٣].
وقال تعالى ذامًّا لفرعون:{إِنَّهُ كَانَ عَالِيًا مِنَ الْمُسْرِفِينَ}[الدخان: ٣١].
قال -صلى الله عليه وسلم-: «إن الله كرِه لكم قيل وقال، وكثرةَ السؤال، وإضاعةَ المال»(١).
وقال -صلى الله عليه وسلم-: «لا تزول قدمَا عبدٍ يوم القيامة حتى يُسألَ عن عُمُرِه فيم أفناه، وعن علمِه فيمَ فعل، وعن مالِه من أين اكتسبه وفيم أنفقه، وعن جسمه فيم أبلاه»(٢).
وقال -صلى الله عليه وسلم-: «ما ملأ ابنُ آدمَ وِعاءً شرًّا من بطنٍ، بحسْبِ ابنِ آدمَ أُكلاتٌ يُقِمْنَ صُلبَه، فإن كان لا محالةَ فثُلُثٌ لطعامه، وثلث لشرابه، وثلث لنفَسه»(٣).
قال معاوية بن أبي سفيان -رضي الله عنه-: «ما رأيت سرفًا قط إلا وإلى جانبه حقٌّ مُضيَّع»(٤).
وقال علي -رضي الله عنه-: «ما أنفقت على نفسك وأهل بيتك من غير سرفٍ ولا تبذيرٍ وتصدقتَ لك، وما أنفقتَ رياءً وسمعةً فذلك حظ الشيطان»(٥).
(١) أخرجه البخاري في الزكاة (١٤٧٧)، ومسلم في الأقضية (٥٩٣)، وأحمد ٤/ ٢٤٦ (١٨١٤٧) من حديث المغيرة بن شعبة -رضي الله عنه-. (٢) أخرجه الترمذي في صفة القيامة (٢٤١٧) من حديث أبي برزة الأسلمي -رضي الله عنه-. قال الترمذي: «حسن صحيح». وصححه الألباني في «الصحيحة» (٩٤٦). (٣) أخرجه الترمذي في الزهد (٢٣٨٠)، وابن ماجه في الأطعمة (٣٣٤٩)، وأحمد ٤/ ١٣٢ (١٧١٨٦) من حديث المقدام بن معدي كرب -رضي الله عنه-. وقال الترمذي: «حديث حسن صحيح». وصححه الألباني في «الإرواء» (١٩٨٣). (٤) «عيون الأخبار» ٣/ ٣٣٢. (٥) أخرجه معمر بن راشد في «جامعه» ١٠/ ٤٥٨ (١٩٦٩٥)، والبيهقي في «شعب الإيمان» ٥/ ٢٥١ (٦٥٤٨).