فاقضوا مآربكم عجالًا إنما … أعماركم سفر من الأسفارِ
وتراكضوا خيل الشباب وبادروا … أن تسترد فإنهن عوارِ
وقال الآخر:
متاع غرور لا يدوم سرورها … وأضغاث حلم خادع ببهائهِ
فمن أكرمت يومًا أهانت له غدًا … ومن أضحكت قد آذنت ببكائهِ
فكم في كتاب الله من ذكر ذمها! … وكم ذمها الأخيار من أصفيائهِ! (١)
وقال لبيد بن ربيعة (٢):
بَلِينا وما تبلى النجوم الطوالعُ … وتبقى الديار بعدنا والمصانعُ
وما المرء إلا كالشهاب وضوئه … يحور رمادًا بعد إذ هو ساطعُ
وما المال والأهلون إلا ودائع … ولا بد يومًا أن ترد الودائعُ
أليس ورائي إن تراخت منيتي … لزوم العصا تُحنَى عليه الأصابعُ
وقال الآخر:
فهن المنايا أي واد سلكته … عليها طريقي أو عليَّ طريقها (٣)
وقال الآخر:
ومن لم يمت بالسيف ما ت بغيره … تنوعت الأسباب والموت واحدُ (٤)
ثالثًا: ينبغي أن يعلم المصاب أن في طي المحنة منحةً، وفي البلية نعمة، وأن الخيرة فيما يختاره الله؛ كما قال تعالى:{وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ}[البقرة: ٢١٦]، وقال تعالى:{فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا}[النساء: ١٩].
(١) الأبيات لابن مشرّف. انظر: «ديوانه» (ص ٣٨). (٢) انظر «ديوانه» ص (٥٦)، ويوجد فيه اختلاف يسير. (٣) البيت بلا نسبة. انظر: «مجموع الفتاوى» (١٥/ ٢١٥)، «بدائع الفوائد» (١/ ١١٩). (٤) البيت لابن نباتة السعدي. انظر: «الدر الفريد» (٧/ ٤٤٧)، «المحاضرات والمحاورات» للسيوطي ص (٣٧٩).