وينبغي عندي أن يكون الحال إلى جانب "ذا" متصلةً به، والمخصوصُ بعدُ؛ لوجهين:
أحدهما: أن تأخيره يُلبِس بأنه حالٌ من المخصوص، وهما معنيَّان.
والآخر: ما فيه من الفَصْل.
وإذا كان تمييزًا؛ فإن كان المميَّز "ذا" فالأحسن أن يتصل به؛ لئلا يكون فصلًا بين التفسير والمفسَّر بأجنبيٍّ، فأما:
فَنِعْمَ الزَّادُ زَادُ أَبِيكَ زَادَا (٢)
فقليلٌ فيما يقتضيه القياس عندي.
ابنُ خَرُوفٍ (٣): تقديمُ التمييز على [المخصوص](٤) أحسنُ، وسوَّى بين التقديم والتأخير في الحال.
وقال الجَرْميُّ (٥): إذا كان المنصوب تمييزًا قَبُح تقديمُه قبل "زيد"، فإن كا (٦) حالًا؛ فإن شئت قدَّمت، وإن شئت أخَّرت، وهذا منه بناءٌ على أن "زيد" فاعل، وهو مذهبه
(١) ينظر: ارتشاف الضرب ٤/ ٢٠٤٨. (٢) عجز بيت من الوافر، لجرير، وصدره: تَزَوَّدْ مثلَ زادِ أبيك فينا ... ... ينظر: الديوان بشرح ابن حبيب ١/ ١١٨، والمقتضب ٢/ ١٥٠، والبصريات ٢/ ٨٤٦، والخصائص ١/ ٨٤، وشرح جمل الزجاجي ١/ ٦٠٦، وشرح التسهيل ٣/ ١٥، والمقاصد النحوية ٤/ ١٥٢٧، وخزانة الأدب ٩/ ٣٩٤. (٣) شرح الجمل ٢/ ٦٠١. (٤) ما بين المعقوفين ليس في المخطوطة، والسياق يقتضيه، وعند ابن خروف: المقصود بالمدح. (٥) ينظر: البصريات ٢/ ٨٤٥، وارتشاف الضرب ٤/ ٢٠٦٢. (٦) كذا في المخطوطة، والصواب: كان.