وعندي أنه ينبغي التوقُّفُ في هذا؛ فإن ذلك يَؤُول إلى الإخبار عن زيدٍ بأنه مضروبٌ، وذلك خلافُ الواقع، أما مَنْ حُمِدَت مقاصدُه فلا يمتنعُ أن يقال فيه: محمودُ المقاصدِ، وكذا مَنْ حَسُنَ وجهُه لا يمتنع أن يقال فيه: إنه حَسَنٌ، ووجهُ رفعِ "المقاصد": أنه وجهُ الكلام وحقيقتُه، ووجهُ نصبِه: قصدُ المبالغة بتعميم المدح، ووجهُ الخفض بعد ذلك: تخفيفُ اللفظ.
والذي دلَّ على أن الإضافة فرعُ النصب لا فرعُ الرفع أمران:
أحدهما: أنه لا يجوز إضافةُ شيءٍ إلى نفسه.
والثاني: تذكيرُ الوصف، ولو كان "المقاصد" في موضع رفعٍ، والفعلُ خاليًا من الضمير؛ لبَقِي الوصفُ على تأنيثه (٣).
(١) شرح الألفية ٣٠٨. (٢) فيقال: زيدٌ مضروبُ العبدِ. (٣) الحاشية في: ٧٥، ونقلها ياسين في حاشية الألفية ١/ ٤٤٣.