قال المعتَرضُ (٤): الأولُ بعيدٌ؛ لأن ظاهر "هَدًّا" أن يكون مصدرًا توكيديًّا، وهو لا يعمل، ولو فُرِضَ غيرَ توكيديٍّ لم يعمل بقياسٍ إلا إن كان أمرًا أو مستفهَمًا عنه، نحو: ضَرْبًا زيدًا، و: أضَرْبًا زيدًا؟ على خلافٍ فيه، وأما إن كان خبرًا كما قدَّره: هَدَّها دعاءُ الولد؛ فلا ينقاسُ، بل ما جاء منه نادرٌ، كقول امْرِئِ القَيْسِ:
وُقُوفًا بِهَا صَحْبِي (٥) ... ...
أي: وَقَفَ صَحْبي.
وردَّ الثالث بكثرة الفصل، والثاني بأن الظاهر أن "هَدًّا" مفعولٌ مطلقٌ توكيديٌّ من
(١) في قوله تعالى: {يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ}. (٢) هو الفرزدق. (٣) عجز بيت من الطويل، وصدره: على ساعةٍ لو كان في القوم حاتمٌ ... ... روي: «ضنَّتْ به نفسُ حاتمِ»، ولا شاهد فيه. ينظر: الديوان بشرح الحاوي ٢/ ٥٤٠، والمذكر والمؤنث لابن الأنباري ١/ ٤٠٨، ٢/ ٧، والمخصص ٥/ ١٤٠، وسفر السعادة ٢/ ٩١٠، وشرح التسهيل ٣/ ٣٣٢، والمقاصد النحوية ٤/ ١٦٧٠. (٤) ينظر: البحر المحيط ٧/ ٣٠٢. (٥) بعض بيت من الطويل، وهو بتمامه: وقوفًا بها صحبي عليَّ مَطِيَّهم ... يقولون: لا تَهْلِكْ أسًى وتجمَّل المطي: الإبل. ينظر: الديوان ٩، والشعر والشعراء ١/ ١٢٩، واللآلي في شرح أمالي القالي ١/ ٩٤٣، والتذييل والتكميل ١١/ ١١٢، وخزانة الأدب ٣/ ٢٢٤.