قلت:"أَلْ" زائدةٌ فيهما، ورأى النَّاظِمُ (٢) أن التقدير: كالأُقْحُوان المُسْتَقِي من الرَّشَاش المُسْتَقِي، مثل:{وَكَانُوا فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ}(٣)، وما رآه أبو عَلِيٍّ (٤) أَوْلى عندي؛ لأنه يلزم النَّاظِمَ حذفُ الموصول وصلتِه، وبقاءُ معمولِ الصلة، ولا يلزم مثلُ ذلك في الآية؛ لأن المقدَّر: وكانوا زاهدين فيه (٥).
أو بالذي له أضيف الثاني ... كزيد الضارب رأس الجاني
(خ ٢)
* ع: ينبغي لمَنْ أجاز: مررت بالرجل الضاربِ غلامِه؛ أن يجيز: الفاضلُ نِعْمَ غلامُه، وقد أجازه بعضهم مستدلًّا بقوله (٦):
فَنِعْمَ أَخُو الهَيْجَا وَنِعْمَ شِهَابُهَا (٧)
ع: في "الكِتَاب"(٨) ما نصُّه: ومَنْ قال: هذا الضاربُ الرجلِ؛ لم يقل: عجبت من الضَّرْبِ الرجلِ؛ لأن "الضارب الرجل" مشبَّهٌ بـ"الحَسَن"؛ لأنه وصف للاسم، كما أن "الحَسَن" وصفٌ له، وليس هذا حدَّ الكلام مع ذلك، وقد ينبغي في قياس من قال:
(١) بعض بيت من الكامل، وهو بتمامه: عَذْبَ المذاقِ مُفَلَّجًا أطرافُهُ ... كالأُقحوانِ من الرَّشَاشِ المُسْتَقِي الرَّشاش: رشُّ المطر. ينظر: الديوان ١١١، وشرح التسهيل ١/ ٢٦٠، ٢/ ٣٨٦، والتذييل والتكميل ٩/ ٢٧٣، والمقاصد النحوية ٤/ ١٥٣٦. (٢) شرح التسهيل ١/ ٢٦١. (٣) يوسف ٢٠. (٤) الشيرازيات ١/ ٢٣٥. (٥) الحاشية في: ٥٨، ونقلها ياسين في حاشية الألفية ١/ ٣٧٧، ولم يعزها لابن هشام. (٦) لم أقف له على نسبة. (٧) شطر بيت من الطويل، لم أقف على تتمته. ينظر: التذييل والتكميل ١٠/ ١٠٥، والمقاصد النحوية ٤/ ١٥١١، وخزانة الأدب ٩/ ٤١٦. (٨) ١/ ١٩٣.