فنقول: لأن المستثنى مفعول؛ لأن "خلا" و"عدا" فِعْلان.
فيقال: فأين الفاعل؟
فنقول: ضمير مستتر مفرد مذكَّر أبدًا، عائد على البعض المفهوم من القول.
فيقال: وما الذي دلَّ على أن "خلا" و"عدا" فِعْلان؟
فنقول: وقوعهما صلةً لـ"ما" المصدرية، وهي لا توصَل إلا بالجمل الاسمية أو الفعلية، وليس هنا اسميةٌ، فتعيَّنت الفعليةُ.
فيقال: مَنْ قال: إن "ما" مصدرية؟
فنقول: لأنه لا يصح غيرُها.
فيقال: فمَنْ قال: إن ذلك الضمير عائد على البعض؟
فنقول: لأنه مفرد مذكَّر مطلقًا، ولو كان للأول لوجب: قام القومُ ما خَلَوا زيدًا، أي: ما جانَبوا زيدًا، و: قام نسوةٌ ما خَلَوْنَ زيدًا، أي: ما اجتَنَبْن زيدًا.
فيقال: فما موضع "ما"؟
فنقول: نصب على الظرفية، والمعنى: مدَّةَ خُلُوِّهم عن زيد، فحُذف المضاف، وأقيم المضاف إليه مُقامَه، كما تقول: أتيتك طلوعَ الشمس، أي: وقتَ طلوعِها.
(١) صدر بيت من الطويل، للَبِيد بن ربيعة رضي الله عنه، وعجزه: ... وكلُّ نعيمٍ لا محالةَ زائلُ ينظر: الديوان ٢٥٦، والشعر والشعراء ١/ ٢٧١، والفاضل ٩، وشرح القصائد السبع ٥١٠، واللباب ١/ ٣١١، وشرح التسهيل ٢/ ٣١٠، والتذييل والتكميل ٨/ ٢٤٦، ومغني اللبيب ١٧٩، والمقاصد النحوية ١/ ١١١.