ممكنٌ في نحو: ما فيها أحدٌ إلا حمارًا، ثم هو جُنُوحٌ إلى نظير ما يقول الكوفيون (١) من أنَّ لنا نصبًا يسمَّى النصبُ على الخلاف، ونصبًا يسمَّى النصبُ على الصرف، أي: سَبَبُهما قصدُ الخلاف والصرف، وهو فاسد من قول الكوفيين مع استمراره، فكيف هذا مع تخلُّفِه؟ (٢)
* ش (٣): ابنُ كَيْسَانَ (٤): لا يكون الاستثناءُ المنقطعُ إلا في شيءٍ ينضمُّ فيه ما قبلَه وما بعده في المعنى، لو قلت: قام القومُ إلا دارَ زيدٍ؛ لم يصحَّ؛ لأن القيام لا تصحُّ نسبتُه إلا (٥) الدار.
ع: لا بدَّ من اعتبار هذا الذي قاله ابنُ كَيْسَانَ، والناسُ غافلون عنه، ومعنى المنقطع: الذي ليس داخلًا في المستثنى منه، لا: الذي هو منقطعٌ عن معنى الكلام (٦).
* أجاز الزَّمَخْشَريُّ (٧) والزَّجَّاجُ (٨) في: {الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا}(٩) أن يكون "أَنْ يقولوا" بدلًا، قال الزَّمَخْشَريُّ: من "حَقٍّ"، وقال الزَّجَّاجُ: من "بغير حَقٍّ".
ع: فيما أظنُّ. انتهى.
ويُبطِلُه: أن البدل في الإيجاب لا يصحُّ، ويُبطِل قولَ الزَّمَخْشَريِّ: أن التقدير يصير: بغير إلَّا.
(١) ينظر: معاني القرآن للفراء ١/ ٣٣، ١١٥، ٢٢١، ٣٩١، والإنصاف ١/ ١٩٧، واللباب ٢/ ٤٠، والتبيين ٣٧٦، ٣٧٩. (٢) الحاشية في: ١٤/ب. (٣) حواشي المفصل ٢٤٢. (٤) لم أقف على كلامه عند غير الشلوبين. (٥) كذا في المخطوطة، والصواب: إلى. (٦) الحاشية في: ١٤/ب. (٧) الكشاف ٣/ ١٦٠. (٨) معاني القرآن وإعرابه ٣/ ٤٣٠. (٩) الحج ٤٠.