وأما مع الضمير فيجب أن تَرُدَّ الشيءَ إلى أصله، وهذا معنى كلام المصنف في مثل هذا؛ فإنه قال (٣): إنه -وإن جاز: قعدت الصراطَ- لا يجوز: صراطٌ مقعودٌ، حتى تقول: عليه.
وقال تعالى:{يَوْمٌ مَشْهُودٌ}(٦)، ويقولون: المشتَرك، والمقصور.
وبالجملة؛ فإذا عُرف بالهاء ونحوِها كان أَولى؛ لأنه كَثُر حذفُ الجار والوصولُ بنفس العامل القاصرِ إلى الظاهر، ونَدَر في الضمير.
ثم إن مرادهم بقولهم: أن تَصِل الهاءَ به: / [أن](٧) يكون ذلك باطرادٍ، فلا يَرِد النادرُ؛ لأنه قال:«أن تَصِل»، فوَكَلَه إلى نفسك، لا إلى وَضْعِهم.
(١) كذا في المخطوطة، والصواب ما في مصادر البيت: في. (٢) بيت من الطويل. يَصُوب: يجيء من علٍ، كما في القاموس المحيط (ص و ب) ١/ ١٩٠. الشاهد: تعدي "أظفر" إلى "طائر" بنفسه. ينظر: معاني القرآن للأخفش ١/ ٣٢١، وعيون الأخبار ١/ ٣٧٣، والمنتخب لكراع ١/ ٦٠٤، وشرح التسهيل ٢/ ١٤٨، والتذييل والتكميل ٧/ ١٢، ٢٤. (٣) شرح التسهيل ٢/ ١٤٩. (٤) كذا في المخطوطة، والوجه: الأسى؛ لأنه ثلاثي واوي اللام. (٥) عجز بيت من الطويل، لأعرابي من بني كلاب، وقيل: لعروة بن حزام، وصدره: تَحِنُّ فتُبدي ما بها من صَبابةٍ ... ... ينظر: الكامل ١/ ٤٧، والبصريات ٢/ ٩١٦، وضرائر الشعر ١٤٦، وشرح التسهيل ٢/ ١٤٨، والتذييل والتكميل ٧/ ١٢، ١١/ ١٥٦، وتخليص الشواهد ٥٠٤، ومغني اللبيب ١٩٠، ٧٥١، والمقاصد النحوية ٢/ ٩٩٤، وخزانة الأدب ٨/ ١٣٠، ٩/ ١٢٠. (٦) هود ١٠٣. (٧) ما بين المعقوفين ليس في المخطوطة، والسياق يقتضيه.