وقال المصنِّفُ (١): يُحمل على مصدرية "كَيْ"، وشذَّ اجتماعهما و"أَنْ" (٢) توكيدًا، أو على أنها جارَّةٌ، وشذَّ اجتماعُها واللامِ توكيدًا أيضًا، مثلُ:
وَلَا لِلِمَا بِهِمْ أَبَدًا دَوَاءُ (٣)
ع: والثاني أقيسُ؛ لثبوت زيادة "ما" بين الجار والمجرور / دون الناصب والمنصوب، فإن زيادة "ما" لازمةٌ على التخريجين.
وتحتمل الأمرين -أعني: المصدريةَ والجرَّ- فيما عدا ذلك.
فإن قلت: هلَّا ذكرت أن من مواطن تعيُّنِ حرفيتِها وجودَ "أَنْ" بعدها، نحو: جئت كَيْ أَنْ تفعلَ؟
فإن ذلك لا يجوز إلا ضرورةً؛ فلم أَلْتَفِتْ إليه.
وقد تُحذف ياء "كَيْمَا" مع بقاء النصب، مثل:
كَمَا يَحْسِبُوا أَنَّ الهَوَى حَيْثُ تَنْظُرُ (٤)
قاله أبو عَلِيٍّ (٥)، وقد توجد "كَيْ" ولا تعملُ؛ لأن أصلها: كَيْفَ، نحو:
كَيْ تَجْنَحُونَ ... ... ... ...
(١) شرح الكافية الشافية ٣/ ١٥٣٤.(٢) كذا في المخطوطة، وقوله: «و"أَنْ"» ملحق في الهامش، ولعل الصواب: اجتماعها و"أَنْ"، أو ما في شرح الكافية الشافية: وشذَّ اجتماعهما.(٣) عجز بيت من الوافر، لمسلم بن معبد الوالِبي، تقدَّم في بابي الاستثناء والتوكيد.(٤) عجز بيت من الطويل، لجَمِيل بن مَعْمَر، وصدره:وطَرْفُكَ إمَّا جئتَنا فاصرِفنَّه ... ...روي: «لكيما يروا» بدل «كما يحسبوا»، ولا شاهد فيه. ينظر: الديوان ٩٢، ومجالس ثعلب ١٢٧، وشرح القصائد السبع ٣٤٠، والإنصاف ٢/ ٤٧٩، وضرائر الشعر ١٤١، وشرح التسهيل ٣/ ١٧٣، والمقاصد النحوية ٤/ ١٨٩٢، وخزانة الأدب ١٠/ ٢٢٤.(٥) ينظر: شرح الكافية الشافية ٢/ ٨٢٠، ومغني اللبيب ٢٣٥.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://mail.shamela.ws/page/contribute