* ع: كنتُ أقول: إنَّ مَنْ قال: يا غلام؛ هو الذي يسكن الياءَ؛ فرأيت في "الخَصَائِص"(١): قال أبو العَبَّاس (٢) في إنشاد سيبويهِ (٣):
دَارٌ لِسُعْدَى إِذْهِ مِنْ هواكما (٤)(٥):
إنه خَرَجَ من الخطأ إلى الإِحَالة.
ع: يعني: لأنه إذا وقف وابتدأ لزم أن تكون الهاء محركةً للابتداء ساكنةً للوقف.
قال أبو الفَتْح: وهذا خطأ؛ لأن الذي حذف الياءَ هو الذي يقول: هِيْ، بالإسكان، وهي لغة معروفة، فإذا احتاج هذا إلى الوقف ردَّها، فقال: هِيْ، فصار الحرف المبدوء به غيرَ الموقوف عليه.
وإنما قلنا: إن الحذف على لغة الإسكان؛ لأن الحذف (٦) ضَرْبٌ من الإعلال، وهو إلى السواكن؛ لضعفها أقربُ منه إلى المتحرك؛ لقوَّته، ولهذا قَبُح الحذف في:
لَمْ يَكُ الحَقُّ (٧)؛ ... ... ...
(١) ١/ ٩٠، ٩١. (٢) لم أقف على كلامه هذا، وله في المقتضب ١/ ٣٦ كلام عن استحالة النطق بحرف مفرد؛ لأنه إذا ابتدئ به كان متحركًا، وإذا وقف عليه كان ساكنًا. (٣) الكتاب ١/ ٢٧. (٤) كذا في المخطوطة، والصواب ما في مصادر البيت: هواكَا. (٥) بيت من مشطور الرجز، لم أقف له على نسبة. ينظر: الكتاب ١/ ٢٧، والأصول ٣/ ٤٦١، والحجة ١/ ١٣٥، والصحاح (ها) ٦/ ٢٥٥٨، وأمالي ابن الشجري ٢/ ٥٠٦، والإنصاف ٢/ ٥٥٨، واللباب ١/ ٤٨٩، وضرائر الشعر ١٢٦، والتذييل والتكميل ٢/ ١٩٩، وخزانة الأدب ٢/ ٥. (٦) مكرر أولها في المخطوطة. (٧) بعض بيت من الرمل، لحُسَيل بن عُرْفُطة الأسدي، وهو بتمامه: لم يكُ الحقُّ سوى أن هاجه ... رسمُ دارٍ قد تعفَّى بالسّرَر ينظر: النوادر لأبي زيد ٢٩٦، وكتاب الشعر ١/ ١١٤، والمحكم ٧/ ١٤٥، وشرح التسهيل ١/ ٣٦٧، وتخليص الشواهد ٢٦٨، وخزانة الأدب ٩/ ٣٠٤.