وجعل من ذلك بعضُهم:{وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا}(٤) على مذهبه السَّوْء، وقال: ليس بحقيقةٍ، وقال المَوْصِليُّ (٥) -مع أنه من رؤوس المعتزلة-: ليس بمجازٍ، بل هو حقيقة، ونقل عن أبي الحَسَن (٦) أن الله سبحانه خَلَقَ رأسًا في الشجرة كلَّم به موسى، قال: وإذا أحدثه كان متكلمًا به. انتهى.
وما قالاه خطأٌ نقلًا وعقلًا، والعربيةُ تأباه، وهو يؤول ولا بدَّ إلى المجاز، ولْنَرجِعْ إلى ما كنا فيه.
وقال الله سبحانه:{وَلَقَدْ أَرَيْنَاهُ آيَاتِنَا كُلَّهَا}(٧)، وقال الشاعر (٨):
(١) هو كل موضع حبست فيه الإبل، وبه سمي الموضع الذي كان فيه سوق الإبل بالبصرة، ثم صار محلَّة عظيمة سكنها الناس، وكان فيها مفاخرات الشعراء، ثم تُرك وصار خرابًا. ينظر: معجم البلدان ٥/ ٩٨. (٢) كذا في المخطوطة، والصواب ما في مصادر البيت: بحِرْبائِها. (٣) بيت من الطويل، للعُجَير السَّلُولي. البيضة الصمَّاء: الدرع المصمتة، وصفيحة: سيف، والحِرْباء: مسمار الدرع، وصلَّت: صوَّتت، كما في: القاموس المحيط (ص ف ح) ١/ ٣٤٥، (ح ر ب) ١/ ١٤٧، (ص ل ل) ٢/ ١٣٥١، وتاج العروس (ب ي ض) ١٨/ ٢٥٧. ينظر: الديوان ٢١٦، والحيوان ٢/ ٤٢٩. (٤) النساء ١٦٤. (٥) الخصائص ٢/ ٤٥٦. (٦) معاني القرآن ١/ ٢٦٩. (٧) طه ٥٦. (٨) هو مجنون ليلى.