وقوله:{وَذُرِّيَّتَهُ} احتج بها قوم على أن إبليس تزوج وولد له.
{ما} أحضرتهم {خَلْقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ} ولا استعنت بهم في خلقهما، ومثله {أَرُونِي ماذا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ} الآية (١) واذكر يوم يقول الله: {نادُوا شُرَكائِيَ الَّذِينَ} زعمتموهم شركاء {وَجَعَلْنا بَيْنَهُمْ مَوْبِقاً} أي مهلكا، وهو سرادق جهنم. وقيل: البين بمعنى الوصل ومنه: {لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ}(٢) بالضم، المعنى هنا: وجعلنا تواصلهم في الدنيا سببا لهلاكهم في الآخرة.
{فَظَنُّوا} فأيقنوا. وقيل: هو ظن على بابه، والمواقعة مفاعلة من واحد مأخوذ من الوقوع، فهم يقعون فيها وهي لا تقع فيهم. {مِنْ كُلِّ مَثَلٍ} من كل حكم أو قصة أو موعظة هي في غرابتها كالمثل.
{أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلاً} بالباطل، وفي البخاري: «أنّ النبي صلّى الله عليه وسلم طرق عليّا وفاطمة بعد أن أخذا مضاجعهما فأرادا أن يقوما فقال: على مكانكما. فجلس بينهما. قال عليّ: حتّى وجدت برد قدميه على صدري، ثمّ قال: يا عليّ وفاطمة، ألا تقومان الليل؟ فقالا: يا رسول الله، إنما أنفسنا بيد الله، إن شاء أن يقيمنا أقامنا، وإن شاء أن ينيمنا أنامنا، فلم يرجع النبي صلّى الله عليه وسلم إليهم جوابا. قال عليّ:(١٠٩ /أ) فسمعته وهو مولّ يضرب فخذه ويقول: {وَكانَ الْإِنْسانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلاً}» (٣).
(١) سورة الأحقاف، الآية (٤). (٢) سورة الأنعام، الآية (٩٤) وتقدم تخريج القراءة هناك. (٣) رواه البخاري رقم (٤٧٢٤).