قوله:{كِتابٌ} خبر عن {المص} إذا قلنا: إنه اسم للسورة أو اسم القرآن، أو (كتاب) خبر مبتدأ محذوف، أي: هذا كتاب، و {وَذِكْرى} مرفوع المحل عطفها على (كتاب) أو: منصوب مفعولا من أجله معطوف على {لِتُنْذِرَ} أو مجرور معطوف على موضع {لِتُنْذِرَ} أي: للإنذار والذكرى. ما في قوله:{قَلِيلاً ما تَذَكَّرُونَ} زائدة {قَلِيلاً} نعت مصدر محذوف، أي: تتذكرون تذكرا قليلا. و {وَكَمْ} مرفوع المحل أو منصوبه، من باب اشتغال الفعل عن المفعول وضميره.
فإن قلت: القياس: جاءها بأسنا فأهلكناها. فجوابه: أن قوله: {أَهْلَكْناها} أي:
أردنا إهلاكها. {أَوْ هُمْ قائِلُونَ} من القيلولة، كقوله:{إِنْ أَتاكُمْ عَذابُهُ بَياتاً أَوْ نَهاراً ماذا يَسْتَعْجِلُ مِنْهُ الْمُجْرِمُونَ}(١) قال الزمخشري (٢): يجوز أن يكون {دَعْواهُمْ} مرفوع المحل؛ اسم كان. و {أَنْ قالُوا} في موضع نصب، ويجوز العكس على القاعدة في باب كان. وفيه نظر؛ لأنه إنما جاز في باب كان في المعرفتين تقديم الخبر، لفهم المعنى بالإعراب، وأما {دَعْواهُمْ} و {أَنْ قالُوا} لا يظهر فيهما إعراب (٣) فهو كمسألة: ضرب موسى عيسى.
(١) سورة يونس، الآية (٥٠). (٢) ينظر: الكشاف للزمخشري (٢/ ٨٨). (٣) يعني أن قوله: (أن قالوا) مصدر مؤول، وقوله: (دعواهم) اسم مقصور، وكلاهما معربان بعلامة مقدرة غير ظاهرة.