{إِلاّ بِالْحَقِّ} إلا متلبسا بالحكمة وبتقدير {وَأَجَلٍ مُسَمًّى} ينتهى إليه، وهو يوم القيامة.
{وَالَّذِينَ كَفَرُوا عَمّا أُنْذِرُوا} به من يوم القيامة وباستعداد العمل له {مُعْرِضُونَ} لا يؤمنون. ويجو أن تكون "ما" في قوله {عَمّا أُنْذِرُوا} مصدرية. {أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ} في خلق السماوات {مِنْ قَبْلِ هذا} أي: من قبل هذا الكتاب؛ أي: فائتوا بكتاب واحد من كتب الله يشهد بصحة ما ادعيتموه. {أَوْ أَثارَةٍ مِنْ عِلْمٍ} أي: بقية؛ تقول: سمنت الناقة على أثارة من شحم، أي: بقية من شجر كانت بها من شحم ذاهب. وقرئ "أثرة"(١) أي:
{وَمَنْ أَضَلُّ} معنى الهمزة فيه إنكار أن يكون في الضلال أحد أضل منه، وإذا قامت القيامة، وحشر الناس كانت الأصنام أعداء لمن عبدها؛ كما قال إبراهيم:{فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ}
(١) قرأ بها ابن عباس وزيد بن علي وعكرمة والسلمي والحسن وأبو رجاء. تنظر في: البحر المحيط لأبي حيان (٨/ ٥٥)، تفسير القرطبي (١٦/ ١٨٢)، الدر المصون للسمين الحلبي (٦/ ١٣٥)، فتح القدير للشوكاني (٥/ ١٤)، الكشاف للزمخشري (٣/ ٥١٥)، المحتسب لابن جني (٢/ ٢٦٤)، معاني القرآن للفراء (٣/ ٥٠).