الهمز: الكسر، كالهزم، واللمز: الطعن. يقال: لمزه ولهزه: طعنه، والمراد: الكسر من أعراض الناس، والغض منهم، واغتيابهم، والطعن فيهم، وبناء (فعلة) يدل على أن ذلك عادة منهم، وقد ضرى بها، ونحوهما: الضّحكة واللّعنة. قال الشاعر [من البسيط]:
... وإن أغيب فأنت الهامز اللّمزة (١)
وقرئ: ويل لكل همزة لمزة، بسكون الميم (٢) وهو المسخرة الذي (٣) يأتي بالأوابد والأضاحيك فيضحك منه ويشتم. وقيل: نزلت في الأخنس بن شريق، وكانت عادته الغيبة والوقيعة (٤). وقيل: في أمية بن خلف. وقيل: في الوليد بن المغيرة، واغتيابه لرسول الله صلى الله عليه وسلم (٣٤٧ /ب) وغضه منه (٥). ويجوز أن يكون السبب خاصا والوعيد عاما؛ ليتناول كل من باشر ذلك القبيح، وليكون جاريا مجرى التعريض بالوارد فيه. {كَلاّ} ردع له عن حسبانه.
{لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ} الحطمة: من أسماء جهنم، تحطم ما وقع فيها، ويقال للرجل الأكول حطمة. وقيل: خص الفؤاد؛ لأنه محل الكفر والعقائد الفاسدة. {مُؤْصَدَةٌ} مطبقة، والمعنى:
إنه يؤكد يأسهم من الخروج منها وتيقنهم بحبس الأبد، فتوصد عليهم الأبواب، ويمدد على الأبواب العمد.
(١) هذا عجز بيت لزياد العجم وصدره: تدلي بودي إذا لا قيتني كذبا ... ينظر في: البحر المحيط لأبي حيان (٨/ ٥١٠)، تفسير الطبري (٣٠/ ٢٩١)، الدر المصون للسمين الحلبي (٦/ ٥٦٨)، الكشاف للزمخشري (٤/ ٧٩٥). (٢) قرأ بها الأعرج والباقر. تنظر في: البحر المحيط لأبي حيان (٨/ ٥١٠)، تفسير القرطبي (٢٠/ ١٨٢)، الدر المصون للسمين الحلبي (٦/ ٥٦٨)، فتح القدير للشوكاني (٥/ ٤٩٣)، الكشاف للزمخشري (٤/ ٧٩٥). (٣) في الأصل: التي، والصواب ما أثبتناه. كما في الكشاف للزمخشري (٤/ ٧٩٥). (٤) نسبه السيوطي في الدر المنثور (٨/ ٦٢٣) لابن أبي حاتم عن السدي. (٥) ذكره الزمخشري في الكشاف (٤/ ٧٩٥).