قيل: إن «رّب» إذا كفت ب «ما» تصير للتكثير بدليل هذه الآية، فإن الكفار كلهم يتمنون لو كانوا مسلمين ومنه قول الشاعر [من المديد]:
ربما أشرفت في علم ... ترفعن ثوبي شمالات (١)
والأكثرون على أنها باقية للتقليل، وفيها لغات: تخفيف الباء، وتشديدها، ولحوق التاء بعد الباء، وحذفها.
قيل: إن {لَوْ} بمعنى (أن)؛ كقوله:{أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَنْ تَكُونَ لَهُ}(٢){ذَرْهُمْ} أمر تهديد؛ كقوله:{كُلُوا وَتَمَتَّعُوا قَلِيلاً}(٣){اِعْمَلُوا ما شِئْتُمْ}(٤){فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ} سوء عاقبة ذلك. {إِلاّ وَلَها كِتابٌ} أي: أجل كتب في اللوح المحفوظ. {يا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ} بزعمه (لولا) هلا {تَأْتِينا بِالْمَلائِكَةِ} يشهدون بصحة دعواك. {ما نُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ} بعد تكذيبهم بالرسل إلا بالعذاب.
تولى الله حفظ الكتاب بقوله:{وَإِنّا لَهُ لَحافِظُونَ} فحفظ من التبديل والتغيير، ووكّل
(١) البيت لجذيمة الأبرش، ينظر في: الأزهية في الحروف للهروي (ص: ٩٤)، الأغاني للأصفهاني (١٥/ ٢٥٧)، خزانة الأدب للبغدادي (١١/ ٤٠٤)، الكتاب لسيبويه (٣/ ٥١٨)، مغني اللبيب (١/ ٢٢٤)، همع الهوامع للسيوطي (٢/ ٣٨٨) ويروى: ربما أوفيت، وهي بمعنى: أشرفت، وعلم: جبل، والشمالات: جمع الشمال وهي الريح التي تهب من الشمال. (٢) سورة البقرة، الآية (٢٦٦). (٣) سورة المرسلات، الآية (٤٦). (٤) سورة فصلت، الآية (٤٠).