قوله - عز وجل:{قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ} الفلاح البقاء، قال لبيد [من السريع]:
لو كان حيّ مدرك الفلاح ... أدركه ملاعب الرّماح (١)
قيل: أراد بقاءهم في الجنة. وقيل: بقيت لهم أعمالهم فلم تبطل. وقيل: الفلاح الفوز بالجنة. وروى عمر رضي الله عنه قال:«كان النبي صلّى الله عليه وسلم إذا نزل عليه الوحي يسمع عند وجهه دويّ كدويّ النحل، فأنزل عليه مرّة، فلما سرّي عنه استقبل القبلة ورفع يديه، وقال: اللهمّ زدنا ولا تنقصنا، وأعطنا ولا تحرمنا، وأكرمنا ولا تهنّا، وآثرنا ولا تؤثر علينا، وأرضنا وارض علينا، ثم قال: لقد أنزل عليّ عشر آيات من أقامهنّ دخل الجنة، ثم قرأ {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ} إلى قوله: {هُمْ فِيها خالِدُونَ}»(٢){خاشِعُونَ} قيل: خائفون. وقيل: خاضعون.
وقيل: غضّ البصر وخفض الجناح. وقيل: أن يجعل نظره إلى موضع سجوده، ولا يجاوزه.
وفي محل الخشوع قولان: أحدهما: القلب. والثاني: القلب والبصر معا.
{اللَّغْوِ} الباطل. وقيل: الكذب. وقيل: الشتم، وكان كفار مكة يشتمون المؤمنين فأمر المؤمنون بالإعراض عن شتمهم (٣). قوله - عز وجل:{أُولئِكَ هُمُ الْوارِثُونَ} روي عن النبي صلّى الله عليه وسلم أنه قال: «ما منكم إلا من له منزلان: منزل في الجنّة، ومنزل في النار، فإن مات ودخل
(١) تقدم تخريجه في تفسير سورة البقرة، الآية (٥). (٢) رواه أحمد في المسند (١/ ٣٤)، والترمذي رقم (٣١٧٣)، والحاكم في المستدرك (٢/ ٣٩٢) وضعفه الألباني في ضعيف الترمذي رقم (٦٢٠). (٣) ذكره الماوردي في النكت والعيون (٣/ ٩٣) عن النقاش.