قرئ {تَنْزِيلُ الْكِتابِ} بالرفع على أنه مبتدأ أخبر عنه بالظرف، أو خبر مبتدأ محذوف، والجار صلة ل "تنزيل" كما تقول: نزل من عند الله، أو غير صلة؛ كقولك: هذا الكتاب من فلان إلى فلان، وهو - على هذا - خبر بعد خبر، أو خبر مبتدأ محذوف تقديره. هذا تنزيل الكتاب، هذا من الله. أو حال من التنزيل؛ عمل فيها معنى الإشارة وبالنصب على إضمار فعل؛ نحو: اقرأ أو الزم (١). والمراد بالكتاب - على الأول - القرآن، وعلى الثاني: السور. {مُخْلِصاً لَهُ الدِّينَ} مخلصا من الشرك والرياء، وبصفته السرد، وقرئ:"الدين" بالرفع (٢) وحق من قرأه أن يفتح اللام من "مخلصا"؛ كقوله:
{وَأَخْلَصُوا دِينَهُمْ لِلّهِ}(٣). والخالص والمخلص بمعنى واحد، إلا أن يصف الدين بصفة صاحبه.
{وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا} يجوز أن يكون للمتخذين بكسر الخاء، وهم الكفرة، وللمتخذين - بفتح الخاء - وهم الملائكة وعيسى وعزير، والضمير في "اتخذوا" على الأول راجع إلى "الذين" تقديره: والذين اتخذهم المشركون أولياء، و {وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا} مرفوع على الابتداء، وأما الخبر - فعلى الثاني -: {إِنَّ اللهَ يَحْكُمُ} وعلى الأول يجوز أن يكون {إِنَّ اللهَ}
(١) قرأ بالنصب ابن أبي عبلة وزيد بن علي وعيسى بن عمر، وقراءة العامة بالرفع. تنظر القراءات في: البحر المحيط لأبي حيان (٧/ ٤١٤)، تفسير القرطبي (١٥/ ٢٣٢)، الدر المصون للسمين الحلبي (٦/ ٤)، الكشاف للزمخشري (٣/ ٣٨٥)، مختصر الشواذ لابن خالويه (ص: ١٣١). (٢) قرأ جمهور القراء "الدين" بالفتح، وقرا ابن أبي عبلة "الدين" بالرفع. تنظر في: البحر المحيط لأبي حيان (٧/ ٤١٤)، الدر المصون للسمين الحلبي (٦/ ٤)، فتح القدير للشوكاني (٤/ ٤٤٨)، الكشاف للزمخشري (٤٣/ ٣٨٥). (٣) سورة النساء، الآية (١٤٦).