{وَما مَنَعَ النّاسَ} الإيمان إلا الاستهانة بما ذكّروا به من قصص الأولين. {أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذابُ قُبُلاً} أي: معاينة {وَيُجادِلُ الَّذِينَ كَفَرُوا} الرسل {بِالْباطِلِ لِيُدْحِضُوا} ليبطلوا {بِهِ الْحَقَّ وَاتَّخَذُوا آياتِي} وإنذاري محل هزء أو مهزوّا به، أو جعله نفس الهزء مبالغة، ولا أحد {أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآياتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْها وَنَسِيَ ما} قدم من الأعمال السيئة حتى جعلته على شفا جرف من النار. الأكنة: جمع كنان؛ كراهة أن يفقهوا أو لئلا يفقهوا. والوقر بفتح الواو: هو الثقل في الأذن، وبكسرها الحمل {وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ} فيلزم من الغفران الرحمة؛ لأن الرحمة أعم والمغفرة جزء منها قد تحصل الرحمة بكشف الشدائد وسعة الرزق وبلوغ الآمال. {بَلْ} لمجازاتهم {مَوْعِدٌ}{مَوْئِلاً} أي: منجى.
{الْقُرى} عطف بيان أو صفة و {أَهْلَكْناهُمْ} الخبر، ويبعد أن يجعل {الْقُرى} خبرا عن {تِلْكَ} لقلة الفائدة فيه، وإن كان قد جاء مثله خبرا {وَهذا بَعْلِي شَيْخاً}(١){فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خاوِيَةً بِما ظَلَمُوا}(٢) فيه إشارة إلى معاجلتهم بالعقوبة. {وَجَعَلْنا} لوقت إهلاكهم موعدا.
(١) سورة هود، الآية (٧٢). (٢) سورة النمل، الآية (٥٢).