{حَمَلَتْ حَمْلاً خَفِيفاً} في أول الحمل {فَمَرَّتْ بِهِ} فذهبت وجاءت ولم يثقلها الحمل.
{فَلَمّا أَثْقَلَتْ} دعا آدم وحواء {لَئِنْ آتَيْتَنا} ولدا {صالِحاً} وقيل: إن إبليس جاء إلى حواء، وكانت قد مات لها أولاد، فقال لها: أنتم تسمون أولادكم بعبد الله، وعبد الرحمن وإذا كان عبد الله أخذه سيده، فسموا أولادكم: عبد الحارث، وكان إبليس اسمه الحارث فسموا فعتبوا بهذه الآية، وهذا بعيد؛ لأن مجرد التسمية من غير اعتقاد لا ينبغي أن يقال لمن فعله {فَتَعالَى اللهُ عَمّا يُشْرِكُونَ} وقيل: هو الذي خلقكم يا معشر العرب من نفس واحدة، وهي قصي، وجعل من جنسها زوجها إلى أن قال:{جَعَلا لَهُ شُرَكاءَ} فسموا أولادهم عبد مناف وعبد شمس وعبد الدار، وهذا مال إليه الزمخشري (١)، وهذا لا يبقى عليه سؤال إلا بعد اللفظ عن إرادة قصي بن كلاب بن مرة. قوله:{أَمْ أَنْتُمْ صامِتُونَ} ولم يقل: أم صمتم؛ كقوله:{سَواءٌ عَلَيْنا أَوَعَظْتَ أَمْ لَمْ تَكُنْ مِنَ الْواعِظِينَ}(٢) فإن ذكر اسم الفاعل يدل على استقرار الأمر وثبوته بخلاف الفعل الماضي، فإنه يصدق بمرة واحدة.
{أَلَهُمْ أَرْجُلٌ يَمْشُونَ بِها} استهزاء، فإنهم لو كانت لهم أرجل يمشون بها وأيد يبطشون بها، وأعين يبصرون بها، وآذان يسمعون بها - ما استحقوا العبادة، ولم يقتصر على هذه الأعضاء، بل قال ينتفعون بها، لأن الصنم تصور له هذه الأعضاء ولكن لا ينتفع بها.
قوله:{إِنَّ وَلِيِّيَ اللهُ} إن متولي أمري هو الله، ولا يجيء: إنني أتولى الله؛ كقوله أولا:
{قُلِ ادْعُوا شُرَكاءَكُمْ ثُمَّ كِيدُونِ فَلا تُنْظِرُونِ} إن الله يتولى أمري، وكقوله بعد ذلك:{وَهُوَ يَتَوَلَّى الصّالِحِينَ}.