قالتْ: فيقولُ: «نَعم يا عائشةُ، إذا حشرَ اللهُ عزَّ وجلَّ الخلائقَ يومَ القيامةِ قالَ لعبدٍ اصطَنعَ إليه عبدٌ مِن عبادِهِ معروفاً: فهل جَزيتَهُ؟ فيقولُ: أي ربِّ، علمتُ أنَّ ذلكَ مِنكَ فشكرتُكَ، فيقولُ: لم تشكُرْني إذ لم تشكرْ مَن أَجريتُ ذلكَ على يديهِ».
لفظُ مكحولٍ. وفي روايةِ عُميرٍ عن هشامِ بنِ عُروةَ: عن عائشةَ قالتْ: قالَ لي رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «أَنشِديني شعرَ أبي العريضِ»، قالتْ: فأنشدتُهُ:
إنَّ الكريمَ إذا أرادَ وِصالَنا ... لم يُلْفِ حَبلي واهياً رثَّ القوى
أَجزيكَ أو أُثني عليكَ وإنَّ مَن ... أثنى عليكَ بما فعلتَ فقد جَزى
قالتْ عائشةُ: قالَ لي رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «قالَ لي جبريلُ عليه السلامُ: مَن صُنعتْ إليه صنيعةٌ فكافأَ بِها فقدْ كافأَ، ومَن لم يُكافئْ فأَثنى فقد كافأَ (١)».
١ - معجم ابن الأعرابي (٩٨٧) حدثنا أحمد بن محمد بن جعفر الوشاء: حدثنا إسحاق بن يعقوب أخو مردان: حدثنا عمير بن عمران العدوي، و (٢٠٨٨) حدثنا عبدالرحمن بن محمد بن الوليد أبوالحسن الهجري البصري: حدثنا عباد بن صهيب أبوبكر الأزرق، كلاهما (عمير بن عمران وعباد بن صهيب) عن هشام بن عروة،
٢ - مسند الشاميين (٢٩٨) حدثنا ذاكر بن شيبة العسقلاني: حدثنا رواد بن الجراح: حدثنا سعيد بن عبدالعزيز، عن مكحول،
كلاهما (هشام بن عروة ومكحول) عن عروة، عن عائشة .. (٢).
(١) انظر هذا القدر في مسند أحمد (٦/ ٩٠)، والمسند الجامع (١٧٠٢٩). (٢) في إسناده إلى هشام بن عروة عمير بن عمران قال ابن عدي: حدث بالبواطيل، وعباد بن صهيب متروك. وفي إسناده إلى مكحول ذاكر بن موسى بن شيبة ضعفه الأزدي، ورواد بن الجراح صدوق اختلط بأخرة فترك. ونسبه في المجمع (٨/ ١٨٠ - ١٨١) للطبراني في الصغير والأوسط.