٥٥٥٨ - عن أبي مريمَ الكنديِّ قالَ: أقبلَ أعرابيٌّ مِن بهزٍ حتى أَتى رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وهو قاعدٌ عندَ حلقةٍ مِن الناسِ قالَ: ألا تُعلِّمني شيئاً تَعلَمُه وأَجهَلُه ويَنفعَني ولا يضرُّكَ، فقالَ الناسُ: مَهْ مَهْ اجلسْ، فقالَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم:«دَعوه، وإنَّما سألَ الرجلُ ليَعلَمَ»، فأَفرَجوا لَه حتى جلسَ فقالَ: أيُّ شيءٍ كانَ مِن أمرِ نُبوتِكَ؟ فقالَ:«أخذَ اللهُ عزَّ وجلَّ مِني الميثاقَ كمَا أخذَ مِن النَّبيينَ ميثاقَهم، وتَلا:{وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنَا مِنْهُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا}[الأحزاب:٧]، وبشَّرَ بي المسيحُ عيسى بنُ مريمَ، ورأتْ أمُّ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم في مَنامِها أنَّه خرجَ مِن بينِ رِجليها سراجٌ أضاءَتْ لها مِنه قصورُ الشامِ».
فقالَ الأَعرابيُّ: ها، وأَدنا رأسَهُ مِنه، وكانَ في سمعِهِ شيءٌ، فقالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:«وَوَراءَ ذلكَ وَوَراءَ ذلكَ»، مرَّتينِ أو ثلاثاً.
مسند الشاميين (٩٨٤) حدثنا محمد بن هارون بن محمد بن بكار الدمشقي: حدثنا الوليد بن عتبة: حدثنا بقية، عن صفوان بن عمرو، عن حجر بن مالك الكندي، عن أبي مريم الكندي .. (١).
٥٥٥٩ - عن أبي مريمَ الكنديِّ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنَّه رأى ضَباً وهو يَسيرُ، فوضعَهُ على واسطةِ الرَّحْلِ فقالَ:«إنَّ هذا وأَشباهَ هذا كانوا أُمةً مِن الأُممِ، فعَصوا اللهَ، فأَبدلَ اللهَ جنسَهم فجعَلَهم خَشاشاً مِن خَشاشِ الأرضِ».
مسند الشاميين (٩٨٥) حدثنا عبدان بن أحمد: حدثنا عبدالوهاب بن الضحاك:
(١) حجر بن مالك لم يوثقه غير ابن حبان. وقال في المجمع (٨/ ٢٢٣ - ٢٢٤): رواه الطبراني ورجاله وثقوا.