قالَ: فرفعَ رأسَه إليه وقالَ: عبدُ المسيحِ يَهوي إلى سَطيحٍ! وقد أَوفى على الضَّريحِ! بعثَكَ ملكُ سَاسانَ لارتجاسِ الإيوانِ، وخُمودِ النيرانِ، ورُؤيا المُوبَذانِ، رأَى إبلاً صِعاباً تقودُ خيلاً عِراباً، قد قطعتْ دِجلةَ وانتشرتْ في بلادِ فارسَ، يا عبدَ المسيحِ، إذا ظهرتْ التلاوه، وغارَت بُحيرةُ سَاوه، وفاضَ وادي السَّماوه، وخرجَ صاحبُ الهَراوه، فليسَت الشامُ بالشامِ، يملكُ مِنهم ملوكٌ وملكاتٌ على عددِ الشُّرُفات، وكلُّ ما هو آتٍ آتٍ، ثم ماتَ، فقامَ عبدُ المسيحِ وهو يقولُ:
(١) وهذه الأبيات جاءت في الرواية الثانية هكذا: أصم أم يسمع غطريف اليمن ... أم فاز فازلم به شأو العنن يا فاصل الخطة أعيت من ومن ... أتاك شيخ الحي من آل سنن وأمه من آل ذئب بن حجن ... حملني وجناً وتهوي به وجن حتى أتى عاري الجآجي والقطن ... أزرق بهم الناب صرار الأذن