الحجاجِ وهو محاصِرٌ ابنَ الزبيرِ، فرأيتُ ابنَ عمرَ إذا قامَت الصلاةُ وهو في عسكرِ الحجاجِ صلَّى مَعه، وإذا حضرَ البيتَ صلَّى مع ابنِ الزبيرِ، فقلتُ: يا أبا عبدِالرحمنِ، تُصلِّي مع هؤلاءِ؟ فقالَ: إنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «صلُّوا مَعهم ما صلُّوا، ولا تُطيعوهم في معصيةِ الخالقِ»، فقلتُ: ما تقولُ في أهلِ الشامِ؟ قالَ: ما أنا لهم بحامدٍ، قلتُ: فأهلُ مكةَ؟ قالَ: ما أَنا لهم بعاذرٍ، يَقتتلونَ يَتهافَتونَ في النارِ تهافتَ الذُّبابِ في المرقِ، قلتُ: رحمَكَ اللهُ، بعثَني عبدُالملكِ وأنا مُكرهٌ.
قالَ: إنَّا كُنا نبايعُ على السمعِ والطاعةِ، وكانَ يُلقِّننا:«فيما استطعتُم»، وكانَ يقولُ:«لا تُطيعوا المخلوقَ في معصيةِ الخالقِ».
فوائد تمام (١٥٦٠) أخبرنا أبوبكر محمد بن عمرو بن إسحاق بن إبراهيم بن العلاء الزبيدي الحمصي ابن زبريق بدمشق: أخبرني أبي: حدثنا مسلم بن عبدالملك الحضرمي: حدثنا يحيى بن سعيد: حدثنا محمد بن إسحاق، عن إبراهيم بن أبي عبلة .. (١).
٣٦٠٤ - عن عبدِاللهِ بنِ عمرَ، أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قالَ يوماً:«قُوموا فبايِعوا»، فَقالوا: يا رسولَ اللهِ، أَوَلم نبأيِعْكَ على أَن نقيمَ الصلاةَ! فمَن تركَ مِنها صلاةً واحدةً لم يؤدِّها فقد هلَكَ، قالَ:«قُوموا فبايِعوا»، قَالوا: يا رسولَ اللهِ، أَوَلم نبايِعْكَ على أَن نؤديَ الزكاةَ! فمَن تركَ مِنا مِنها ديناراً لم يؤدِّه فقد هلَكَ، قالَ:«قُوموا فبايِعوني»، قَالوا: أَوَلم نبايِعْكَ على صومِ الشهرِ المفروضِ! فمَن تركَ مِنا صيامَ يومٍ مِنه فقد هلَكَ، قالَ:«قُوموا فبايِعوني على ما استطعتُم».
وكانتْ بيعةُ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم إيَّانا على ما استَطاعوا.
(١) الروض البسام (٩١٥): في إسناده من لا يعرف. وفي الصحيحين من وجه آخر عن ابن عمر: كنا إذا بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة يقول لنا: فيما استطعت، انظر المسند الجامع (٨١٥٨).