١٦- {وَجَنَّاتٍ أَلْفَافًا} أي مُلْتَفَّةً. قال أبو عبيدةَ: واحدها: "لِفٌّ"(١) .
ويقال: هو جمع الجمع؛ كأن واحده:"أَلَفُّ"(٢) . و "لَفَّاء"؛ وجمعه:"لُفٌّ"؛ وجمع الجمع:"ألفافٌ".
٢٣- {لابِثِينَ فِيهَا أَحْقَابًا} يقال: "الْحُقْبُ (٣) ثمانون سنة. وليس هذا مما يدلُّ على غايةٍ، كما يظن بعض الناس (٤) . وإنما يدُلُّ على الغاية التوقيتُ: خمسة أحقاب أو عشرة. وأراد: أنهم يَلْبَثُون فيها أحقابًا، كلَّما مضى حُقْبٌ تَبِعه حقبٌ آخرُ".
٢٤- {لا يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْدًا} أي نَوْمًا. قال الشاعر:
وإن شِئْتِ حَرَّمْتُ النِّسَاءَ سِوَاكُمُ ... وإن شِئتِ لمْ أَطْعَمْ نُقَاخًا ولا بَرْدَا (٥)
و"النُّقاخ": الماء؛ و "البرد": النوم.
ويقال:"لا يذوقون فيها برد الشراب"(٦) .
(١) ولفيف أيضا. وقد حكى القرطبي ١٩/ ١٧٢ الأول عن الكسائي، والثاني عنه وعن أبي عبيدة. وحكى الثاني في اللسان ١١/٢٣٠ عن أبي إسحاق. وحكى الأول في المفردات -على ما في البحر ٨/ ٤١٢- عن جمهور أهل اللغة. وانظر الطبري ٣٠/ ٦. (٢) كذا بالأصل! وقد حكى في الكشاف كلام ابن قتيبة بدونه. وحكاه القرطبي عن الكسائي بلفظ "لف": بالكسر والفتح. وانظر أيضا الفخر ٨/ ٣٢٧، والبحر ٨/ ٤٠٩، والشوكاني ٥/٣٥٤، والقاموس ٣/١٩٦. (٣) كما حكاه في اللسان ١/٣١٦ عن الفراء بزيادة. وانظر ما تقدم ٢٦٩ وهامشه، والقرطبي ١٩/ ١٧٦، والطبري ٣٠/ ٨، والدر ٦/٢٠٧-٢٠٨. (٤) كابن زيد ومقاتل بن حيان. على ما في القرطبي ١٩/ ١٧٧، والطبري ٣٠/ ٩. وقد زعما: أن هذه الآية منسوخة بآية (فذوقوا فلن نزيدكم إلا عذابا) : ٣٠ وقد رد عليهما الطبري والقرطبي والفخر ٨/ ٣٢٩-٣٣٠. (٥) البيت للعرجي: فيما تقدم ١٤٦، وفي ديوانه ١٠٩، وشواهد الكشاف ٣٤. وغير منسوب في القرطبي ١٩/ ١٧٨، والبحر ٨/ ٤١٤. ويروى: "فإن"، "فلو"، "ولو"، "أحرمت" وانظر الطبري، والفخر ٨/ ٣٣٠. (٦) روي عن ابن عباس: في القرطبي والبحر، وفي اللسان ١/ ٥٢ بزيادة: "ولا الشراب".