وفي تفسير أبي صالح:{مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ} يعني: الكنز نفسه وقد تكون "المفاتحُ": مكان الخزائن. قال في موضع آخر:{أَوْ مَا مَلَكْتُمْ مَفَاتِحَهُ}(١) أي ما ملكتُموه: من المخزون. وقال:{وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ}(٢) نرى: أنها خزائنُه.
{لا تَفْرَحْ} لا تأشَرْ، ولا تَبْطَرْ. قال الشاعر:
ولستُ بمِفْرَاحٍ إذا الدهرُ سَرَّني ... ولا جازعٍ من صَرْفه المُتَحَوِّلِ (٣)
أي لست بأَشِرٍ. فأمَّا السرورُ فليس بمكروه.
٧٧- {وَلا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا} أي لا تترُك حظَّك منها.
٧٨- {قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي} أي لفضلٍ عندي. وروي في التفسير: أنه كان أَقْرأَ بني إسرائيلَ للتوراة (٤) .
{وَلا يُسْأَلُ عَنْ ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ} قال قتادة (٥) يدخُلُون النار بغير حساب. وقال غيره (٦) يُعْرَفون بسيمَاهم.
(١) سورة النور ٦١، وانظر: تأويل المشكل ٢٥٨. (٢) سورة الأنعام ٥٩. (٣) في تفسير القرطبي ١٣/٣١٣: ولا ضارع في صرفه المتقلب والبيت لهدبه بن خشرم. وهو في الكامل ٢/٣٠٤، وعيون الأخبار ٢/١٧٦و ٢٨١، وحماسة البحتري ١٢٠ وابن الشجري ١٣٧، والبحر المحيط ٧/١٣٢. (٤) تفسير القرطبي ١٣/٣١٥، والبحر ٧/١٣٣. (٥) كما في تفسير الطبري ٢٠/٧٢، والقرطبي ١٣/٣١٦، والبحر ٧/١٣٤. (٦) كمجاهد. ونسب في البحر إلى قتادة أيضا. وانظر: تأويل المشكل ٤٦.