وَلَيَّسَ بين أقوامٍ فكلٌّ ... أعَدَّ له الشَّغَازِبَ والمِحَالا (٢)
١٤- {لا يَسْتَجِيبُونَ لَهُمْ بِشَيْءٍ إِلا كَبَاسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْمَاءِ لِيَبْلُغَ فَاهُ} أي: لا يصير في أيديهم منه إذا دعوهم إلا ما يصير في يديْ مَن قَبَضَ على الماء ليبلغَه فاه. والعرب تقول لمن طلب ما لا يجد: هو كالقابض على الماء.
١٥- {وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا} أي: يستسلم وينقاد ويخضع. وقد بينت هذا في تأويل "المشكل"(٤) .
(١) نقل هذا التفسير في اللسان ١٤/١٤٢ ثم نقل بعده: "قال أبو منصور الأزهري: قول القتيبي في قوله عز وجل: (وهو شديد المحال) أي الحيلة - غلط فاحش. وكأنه توهم أن ميم المحال ميم مفعل، وأنها زائدة. وليس كما توهمه؛ لأن "مفعلا" إذا كان من بنات الثلاثة فإنه يجيء بإظهار الواو والياء مثل: المِزود والمِحول والمِحور والمِعير والمزيل والمِجول وما شاكلها. وإذا رأيت الحرف على مثال "فعال" أوله ميم مكسورة - فهي أصلية مثل ميم مهاد وملاك ومراس ومحال وما أشبهها ... " وقد ذكر هذا النقد أيضا في تفسير القرطبي ٩/٢٩٩. (٢) ديوانه ٤٤٥ ومجاز القرآن ١/٣٢٦ واللسان ١/٤٨٧، ١٤/١٤١ وهو غير منسوب في تفسير الطبري ١٣/٨٥ وتفسير القرطبي ٩/٣٠٠ والشغزبية: ضرب من الحيلة في الصراع، وهي أن تلوي رجله برجلك. والمحال: المكر الشديد. (٣) البيت لضابئ بن الحارث البرجمي، كما في مجاز القرآن ١/٣٢٧ ونقله البغدادي في الخزانة ٤/٨٠ عن كتاب مختار أشعار القبائل لأبي تمام وروايته "لم تطعه أنامله" وهو له في اللسان ١٢/٢٥٩ وفيه "أي لم تحمله يقول: ليس في يدي شيء من ذلك كما أنه ليس في يد القابض على الماء شيء ... " وهو غير منسوب في تفسير الطبري ١٣/٨٦. (٤) بينه في صفحة ٣٢١-٣٢٣.