ثالثًا، فقال له: أسألك - بوجه الله - ألا تعذبني! فقال: بوجه الله لأعذبنك! قال: فعذبه! ثم صعد، فلما صار في الهواء؛ انقطع جناحاه! فقال: أيا رب! بماذا كان؟! قال: سألك عبدي بوجهي الكريم؛ فلم تر لوجهي الكريم حقًا! لو سألني بوجهي الكريم أن أغفر لجميع الخلائق؛ لغفرت لهم».
قلت: ولا يحتمل هذا الحديث رواية (مالك)، والله أعلم!
٨٢٨ - حدثنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن يزداد الرازي: حدثنا أبو العباس أحمد بن جعفر بن نصر الجمال: ثنا أحمد بن الحسين بن عَبَّادٍ البغدادي: ثنا محمد بن يزيد بن سنان الرُّهَاوِيُّ: ثنا يزيد - يعني: أباه -: أبنا عطاء بن أبي رباح [عن أبي سعيد](١) عن بلال المؤذن لله ﷺ قال:
قال لي رسول الله ﷺ:
«يا بلال! القَ الله فقيرًا، ولا تَلْقَهُ غَنِيًّا».
قال: قلت له: وكيف لي بذلك يا رسول الله؟! قال:
(١) سقطت من الأصل، واستدركتها من مصادر التخريج. ٨٢٨ - منكر: أخرجه الحاكم (٤/ ٣١٦)، وابن عساكر في «تاريخ دمشق» (١٠/ ٤٦٥ - ط دار الفكر)، وابن السني في «القناعة» (٥٥) من طرق عن محمد بن يزيد … به. وقال الحاكم: «هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه!!» فتعقبه الذهبي بقوله: «قلت: واه!» قلت: لأن رواية (محمد بن يزيد عن أبيه) منكرة جدا، كما في «التهذيب»! وقد روي من طريق أخرى عن (يزيد)؛ لكنها مضطربة جدًا، مع شدة وهنها: فأخرج السلمي في «طبقات الصوفية» (ص ٩٧) ومن طريقه الخطيب في «تاريخ بغداد» (١٤/ ٣٩٠)، وابن عساكر في «تاريخ دمشق» (٥٠/ ٦٦ - ط دار الفكر)، وابن الجوزي في «صفة الصفوة» (٢/ ٤٦١): حدثنا عبد الواحد بن العباس: ثنا علي بن محمد