عبد الرَّحْمَنِ بن غَنْم قال: سألت معاذ بن جبل: أتسوك وأنا صائم؟ قال: نعم! قلت: أَيَّ النهار أتسوك؟ قال: أَيَّ النهار شئت: إن شئتَ غُدْوَةً! وإن شئتَ عَشِيَّةٌ! قلت: فإن الناس يكرهونه عشية؟ قال: ولم؟! قلت: يقولون: إن رسول الله ﷺ قال: «لَخُلُوفُ فَمِ الصائم أطيب عند الله من ريح المسك»؟! فقال: سبحان الله! لقد أمرهم رسول الله ﷺ بالسواك حين أمرهم - وهو يعلم أنه لا بُدَّ أن يكون بِفَم الصائم خُلُوفٌ؛ وإن استاك! وما كان بالذي يأمرهم أن يُنْتِنُوا أفواههم عمدًا!! ما في ذلك من الخير شيء! بل فيه شَر؛ إلا من ابتلي ببلاء لا يَجِدُ منه بدا! قلت: والغبار في سبيل الله - أيضًا - كذلك: إنما يؤجر فيه من اضطر إليه ولم يَجِدْ عنه مَحِيصًا؟! قال: نعم! وأما من ألقى نفسه في البلاء عمدًا؛ فما له في ذلك من أجر! قلت: وإسناده موضوع؛ وفيه آفتان: ١ - بكر: سيئ الحفظ، كما في «التقريب»! ٢ - أبو عبد الرحمن: هو (محمد بن سعيد الشامي الكذاب المصلوب بالزندقة)! وهو على ما فيه- ليس فيه أي شاهد! وقد سقته كاملا لتتيقن من ذلك! وثالثا: من حديث (أنس بن مالك)؛ أخرجه الدارقطني (٢/ ٢٠٢)، وابن حبان في «المجروحين» (١/ ٩٨ - ط السلفي)، وابن عدي في «الكامل» (١/ ٤٢٢ - ط علمية)، والبيهقي (٤/ ٢٧٢)، والعقيلي في «الضعفاء» (١/ ٦٧ - ط السلفي)، من طريق إبراهيم بن البيطار قال: سألت عاصمًا الأحول: يستاك الصائم بالسواك الرطب؟! قال: نعم؛ أتراه أشد رطوبة من الماء؟ قلت: عَمَّنْ - رحمك الله؟! قال: عن أنس عن النبي ﷺ! قلت: وليس له أصل من حديث المذكورين، كما نص عليه ابن حبان؛ لحال (ابن البيطار)، كما في «الميزان» (١/ ٢٥، ٤/ ٤٥، ٤٨٩)! انظر «الضعيفة» (٦٣٤٩)! وَثُمَّ؛ هو من قوله لا من فعله ﷺ! رابعا: من حديث (عبد الله بن عمر)؛ أخرجه ابن حبان في «المجروحين» (١/ ١٥٧ - ط السلفي): نا أحمد البككي - ب (هَمَذَانَ) عن أحمد بن عبد الله بن ميسرة عن شجاع بن الوليد عن عبيد الله بن عمر عن نافع عنه … به.