كتاب المنتقى من مسموعات الضياء المقدسي بمرو

آخر المنتقى من «عمل اليوم والليلة» لبشر المزني ﵀ ومن الجزء التاسع من «نسيم المبهج» - ج: 2 - ص: 721

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

---

= أما العلائي؛ فذهب في «جامع التحصيل» إلى أنه سمع منه، وأن روايته عنه متصلة؛ بناءً على أن البخاري أخرج عنه في «الصحيح»! وأنه لا يكتفي فيه بمجرد إمكان اللقاء!
قلت: وعبارة الدارقطني صريحة في أنه سمع منه، لكن هذا الحرف الواحد -وهو عين ما في «صحيح البخاري» (٦٨١٢)!
فأنت ترى أن مدار الحديث على تلفى ومتروكين؛ على الاضطراب في أسانيده!
ومن وجوه الاضطراب: أنه روي موقوفًا ومقطوعًا، وهذا البيان:
فقد أخرج عبد الرزاق (١٤٠٤٦): سمعت رجلًا يحدث معمرًا قال: أخبرني الأشعث والحجاج بن أرطاة أنهما سمعا أبا إسحاق عن الحارث عن علي … قوله غير مرفوع.
قلت: وإسناد واه مُطَّرَح؛ وفيه آفات:
١ - جهالة الرجل المحدث شيخ عبد الرزاق ومعمر-!
٢ - ضعف كل من (الحجاج) و (الأشعث)، كما في «التقريب»!
٣ - أبو إسحاق: هو (السَّبِيعِيُّ)؛ مختلط، وهو مدلس؛ وقد عنعنه!
٤ - الحارث: متهم، كما في «الميزان» (١/ ٤٣٥)!
٥ - الانقطاع بين (أبي إسحاق) و (الحارث)!
ثم قال محدث عبد الرزاق: وسمعت غير الحجاج يحدث عن محمد عن علي … به.
قلت: وإسناده -كما ترى- ظلمات!
ثم إني أظن أن في قوله: (عن محمد عن علي) تحريفًا، وأن الصواب: (عن محمد بن علي)؛ فقد قال أبو عبيد في «الناسخ والمنسوخ» (٣٦): ثنا أبو معاوية عن حجاج عن أبي جعفر … فذكره من قوله.
قلت: و (أبو جعفر) هذا: هو (محمد الباقر ابن علي زين العابدين ابن الحسين السبط الشهيد ابن علي أمير المؤمنين ﵁ م).
وفي الباب عن جمع آخر من السلف، لا تخلو أسانيدهم من مقال!
وانظر «الضعيفة» (٩٠٤).
وقد رأيت له شاهدًا في «فردوس الأخبار» (٦٨٥٨) عن (أنس بن مالك)؛ ولم أرَهُ في «مسند الفردوس» في (حرف النون)! فالله أعلم!