قال: فرفع الشاب رأسه إلى السماء، فقال: ان كان هذا فعالك بمن يعصيك؛ فكيف فعالك بمن يطيعك؟! وعزَّتك وجلالك؛ لا عُدْتُ فيما تكره أبدًا! ثم ولى، فقلت: إلى أين؟! قال: إلى البادية، لا عُدْتُ إلى المدينة أبدًا (١)!
٤٠١ - وأخبرتنا الحرّة أم البنين بنت الحسن بن علي الصوفي -قراءة عليها، في سنة سبع وستين - قالت: أخبرنا أبو مسلم غالب بن علي الرازي: حدثنا أبو جعفر محمد بن الحسين بن منصور: أخبرنا عبد الله بن عبد الله الرازي: حدثنا محمد بن علي بن سهل المروزي: ثنا أحمد بن يحيى بن عبد الله بن بشر [ .. ](٢). (ح) وحدثنا محمد بن إبراهيم بن عفان عن أبيه إبراهيم قالا: سمعنا أبا حمزة السكري يقول: أحدثك بحديث؛ فاكتمه عني ما دمت حيا! قال: فَضَمِنَّا له ذلك. قال:
خرجت في طلب العلم، واكتريت بغلا من مكان كذا، فلما قربنا من (حلوان) قال المكاري: يا أبا حمزة إن ههنا بالقرب قرية، فاسلك أن تكون الليلة معي! فقلت: لا تفردني من القافلة فلم يزل يشفع إلي حتى أجبته. قال: فمضى بي ساعة؛ فإذا نحن بقرية خربة، فقال لي: انزل، فنزلتُ، فقال: إني قاتلك! فقلت: أسألك بحق الصحبة! قال: لا بُدَّ من قتلك! قال: قلت: أمهلني حتى أصلي أربع ركعات فلما صليت قلت: (يا الله يا واحد يا أحد يا خيرًا (٣) من كل أحد!).
(١) (٤٠٠) أخرجه ابن قدامة في «التوابين» (ص ٢٢٦ - ٢٢٧): قال ابن باكويه: ثنا بكران بن أحمد: سمعت يوسف بن الحسين يقول: كنت مع ذي النون المصري … فذكره. (٢) لم أسطع قراءتها! وفي الهامش ما نصه: (كذا فيه). انتهى. (٣) في الأصل: (خير)!