فلما أن كان في بعض الليل؛ رفع طرفه إلى السماء وهو يقول:(حبيبي وقرة عيني! أستحيي أن أسأل حاجتي إلا إياك! إلهي! قد زوجت ابني؛ فالدراهم عليك)؛ فسمعت وقع الدراهم من السماء! ثم قال:(يا إلهي زدني)؛ فسمعت وقع الدراهم من السماء! ثم [قال](١): (يا إلهي! بَس)؛ فانقطعت الدارهم! فلما أن صليت صلاة الفجر؛ قلت: رحمك الله! بم استوجبت من الله هذه المنزلة؟! قال:
اتق الله إذا خلوت؛ يَسْتَجِبْ لك إذا دعوت (٢)!
٤٠٠ - أخبرتنا جدتي فاطمة قالت: أخبرنا أبو مسلم الرازي: أبنا أبو الحسين علي بن الحسين القطان قال: سمعت محمد بن علي بن [ .. ] يقول: سمعت أحمد بن محمد بن إبراهيم يقول: سمعت صدقة بن الفضل الواسطي يقول: قال لي بعض أصحاب ذي النون بن إبراهيم الإخميمي قال:
كنت مع ذي النون ﵁ على شاطئ غدير؛ فإذا عقرب قد جاءت إلى شط الغدير؛ فإذا هي صفراء من السُّمِّ، قَدْرَ شبر، فصفرت فخرج إليها ضفدع، فركبته، ورجع الضفدع إلى الغدير، فجعل يَسْبَحُ حتى عبره. فقال لي ذو النون: يا فلان! ان لهذه العقرب لَشَأْنَا، فامْشِ بنا فجعلنا نقفو أثرها؛ فإذا رجل نائم سكران، وإذا حيَّة قد جاءت، فصعدت من ناحية خاصرته إلى صدره، وهي تطلب أصل إذنه، فصعدت العقرب على رأسه، ودنت نَحَوْ أُذُنِهِ، حتى استمكنت من الحية فضربتها، فانقلبت الحية وتفسخت ونزلت العقرب، ورجعت إلى الغدير، وصاحت بالضفدع. فحرك ذو النون الرجل النائم، ففتح عينيه، فقال له: يا فتى! انظر مما نجاك من هذه الحيّة، وأرادت بك سوءا؛ فبعث الله عَزَّوَجَلَّ هذه العقرب، فقتلتها! وأنشد ذو النون رحمة الله عليه يقول [مخلع البسيط]: