عنه مرسلًا … ووصله عنه (بشر بن السَّرِي). وقد رجَّح الدارقطني الرواية الموصولة؛ لأن (مطرًا)، و (بشرًا) ثقتان عنده! وأما اعتراض الشيخ سليم في تعليقه على «الموطا» بأن الدارقطني قال في «التتبع» (ص ١٦٩) في (مطر): «ليس بالقوي»، وأن ذلك جرح مفسَّر!! فليس كما قال؛ لأن قوله: «ليس بالقوي» لا يساوي قوله: «ليس بقوي»، كما صرَّح بذلك الذهبي في «الموقظة» (ص ٨٢ - ٨٣)! نعم؛ إن زيادته على الأربعة المذكورين منظور فيها! مع أن القلب يطمئن إليها؛ لأن الدارقطني رجَّحها وثبتها، ولما يأتي! العلة الثانية: الانقطاع بين (سليمان) و (أبي رافع)! قاله أحمد -في ظاهر كلامه-، وابن عبد البر، والعلائي في «جامع التحصيل» وغيرهم!! والجواب عليها من وجوه: ١ - أن دعوى الانقطاع باطلة في نفسها؛ إذ عمدة من قال ذلك: أن (سليمان) ولد (سنة أربع وثلاثين)، وأن (أبا رافع) توفي بعيد (سنة خمسين وثلاثين)؛ وتلك سن لا تؤهل للسماع! ولم ينظروا غير ذلك من الأقوال التي منها ما حكاه ابن عبد البر نفسه: أنه ولد (سنة سبع وعشرين)! أو ما حكاه ابن حبان في «الثقات» أنه ولد (سنة أربع وعشرين)! قال عمر: وهذا أعدل الأقوال؛ إذ رواية (سليمان) عن (أبي رافع) ثابتة في «صحيح مسلم» (١٣١٣)! وهو كاف لإثبات إمكان لقائه- على مذهب الكافَّة-: لأن من جزم بلقائه؛ فقد فرغ من البحث!! ومن لم يثبته احتمله؛ لكون مسلم يكتفي بإمكان اللقاء، وهو الأمر الذي نفاه من تقدم!! فتنبه! ٢ - أن الرواية المذكورة في «صحيح مسلم»: قد جاء ما يؤكدها؛ فقد أخرجها ابن أبي خيثمة في «تاريخه» (٣٠١٧ - ط الفاروق) … عن سليمان قائلًا: (أخبرني أبو رافع)! وهذا - مع ما قبله- قاطع لكل نزاع! ثم رأيت الحافظ -في (ترجمة سليمان بن يسار) من «تهذيبه» - يصرح في الرد على ابن عبد البر بمثل ما ذكرت تمامًا! فالحمد لله على توفيقه! وأسأله المزيد من فضله!