رجعنا إلى (عبد الله بن عمران)؛ فقد قال فيه أبو حاتم: «شيخ». قال عمر - عفا الله عنه -: تنازع العلماء في هذه الكلمة؛ فجعلها بعضهم تضعيفًا، وجعلها بعضهم تجهيلا - وهو ما نزع إليه الذهبي في «الميزان» -!! ولكن المتأمل في كلام ابن أبي حاتم في «الجرح» (٢/٣٧) عند (بيان درجات رواة الآثار): يتبين له أن هذه الكلمة تقال في أدنى درجات القبول؛ وهو من كان حديثه حسنًا لذاته، لا في الاعتبار؛ فإنه جعلها في (المنزلة الثالثة) قبل من كان حديثه يكتب للاعتبار، فتأمل!! وقد صرَّح الذهبي بهذا في «الموقظة» (ص ٨١)! لذا قال الذهبي نفسه في (عبد الله بن عمران) هذا في «الكاشف»: «صدوق»! والخلاصة: أن إسناد الحديث «حسن غريب»، كما نص عليه الترمذي - فرحمه الله وجزاه الله عن الإسلام خيرًا! فما كان أعلمه وأدق نظره!! وله شاهد من حديث (عبد الله بن عباس)؛ وله عنه طريقان: الأول: أبو ظبيان عنه؛ أخرجه البخاري في الأدب المفرد (٤٦٨، ٧٩١)، وأبو داود (٤٧٧٦)، وأحمد (١/ ٢٩٦)، وابن أبي الدنيا في إصلاح «المال» (٣٢٤)، والطبراني في «الكبير» (١٢٦٠٨، ١٢٦٠٩)، وابن عدي في «الكامل» (١/ ٤٢٣، ٧/ ١٧٣ - ط علمية)، والبيهقي في «الكبرى» (١٠/ ١٩٤)، وفي «الآداب» (١٨٠)، وفي «الشعب» (٦١٣٥، ٧٦٤٥، ٨٠٦١ - ٨٠٦٣ - ط الرشد)، وأبو نعيم في «الحلية» (٧/ ٢٤٤ - ط إحياء التراث)، والطحاوي في «المشكل» (١٢٣٤ - ط الرسالة)، والخطيب في «تاريخ بغداد» (٧/١٢ - ١٣)، وفي «الجامع (٢١٠ - ط الرسالة)، والبغوي في «شرح السنة» (٣٥٩٩) من طرق عن قابوس بن أبي ظبيان عن أبيه عنه … به. قلت: ومدار أسانيده على (قابوس)؛ قال الحافظ في «التقريب»: «فيه لين». الثاني: كريب عنه؛ أخرجه ابن عدي في الكامل» (٢/ ٢٣٤، ٤٦٧ - ط علمية)، والقضاعي في مسنده (٣٠٦)، وابن الأعرابي في معجمه (١٣٦، ٣٤٠) من طرق عن الحارث بن منصور أبي منصور: ثنا بَحْرُ بن كَنِيزِ السَّقَّاءُ: ثنا الثوري عن الأعمش عن سالم بن أبي الجعد عنه … به.