والطبراني في «الكبير» (٨١٩٥، ٨١٩٦)، والحارث بن أبي أسامة (٧٦٠ - بغية)، وأبو نعيم في عوالي الحارث بن أبي أسامة (٥٧) من طرق عن أبي مالك … به. قلت: وهذا إسناد صحيح على رسم مسلم. نعم؛ وله شاهد من حديث (سعيد بن زيد): أخرجه أبو داود (٤٢٧٧)، والنسائي في «الكبرى» (٨١٤٩ - ط الرسالة)، والبزار في «البحر الزخار» (١٢٦١، ١٢٦٢)، وأحمد (١/ ١٨٩)، والعقيلي في «الضعفاء» (٢/ ٦٦٦ - ط السلفي)، وابن أبي عاصم في «السنة» (١٤٩١، ١٤٩٢)، والطبراني في «الكبير» (٣٤٦ - ٣٤٩)، والمزي في (ترجمة عبد الله بن ظالم) من «تهذيبه» عن هلال بن يساف عن عبد الله بن ظالم عنه … مرفوعًا. قلت: وإسناده حسن؛ لحال (عبد الله بن ظالم)، كما في «التقريب»! لكن وقع في إسناد هذا الحديث إشكالات: ١ - من ذلك: أن أبا داود أخرجه من طريق أبي الأحوص عن منصور بن المعتمر عن هلال بن يساف عن سعيد بن زيد … لم يذكر (عبد الله) هذا! ٢ - وأخرجه الطبراني - في بعض الروايات من طريق محمد بن يوسف الفريابي عن الثوري عن منصور … فذكر (عبد الله) بين (هلال) و (سعيد)! ٣ - وأخرجه النسائي والطبراني وابن أبي عاصم - في إحدى الروايتين عن القاسم الجرمي وعبيد بن سعيد عن سفيان … فذكر بين (هلال) و (عبد الله): (فلان بن حيان)! والناظر في هذا الاختلاف يراه على وجهين: الوجه الأول: على (سفيان الثوري): ١ - فرواه (الفريابي) عنه بإثبات (ابن ظالم) وإسقاط (فلان) بينه وبين (هلال). ٢ - ورواه (القاسم الجرمي) و (عبيد بن سعيد) عنه بإثبات (فلان). والصواب رواية الإثبات عن (سفيان)؛ فإن في رواية (الفريابي) عنه خاصة كلامًا، كما لخص ذلك الحافظ ابن عدي في «الكامل» بقوله: «له عن الثوري إفرادات!» وتبعه الحافظ ابن حجر، فقال: «يقال: أخطأ في شيء من حديث سفيان»! قلت: وقد خالفه حافظان ثقتان لا كلام فيهما؛ فروايتهما - لا شك - مقدمة!