والإخوان والأقارب والجيران، وذوي الثروة والسلطان (١)، ولم يضع له عنوانا يعرف به، ولا غاية يصل إليها، وقد كتب له مقدمة ذكر فيها باعثه على تأليفه (٢).
وظل هذا دأبه على مر السنين، وكان في أثناء ذلك قد فرغ من تأليف كتابه «الروضتين»(٣)، وبرغم أنه لم يكن من شرطه فيه ذكر ما جرى من وقائع بعد وفاة صلاح الدين، غير أنه ألفى نفسه يلم ببعض ما جرى حتى وقف عند وقائع سنة (٤)(٥٩٧ هـ/ ١٢٠١ م).
وظلت رغبته في التأريخ لما جرى بعد وفاة صلاح الدين تعتمل في نفسه حتى كانت سنة (٥)(٦٥٩ هـ/ ١٢٦١ م)، وقد أتم من عمره الستين، وهنا خطر له خاطر: لم لا يجعل تاريخه هذا مذيلا على كتاب الروضتين (٦)؟ مستدركا فيه ما وقع عقب وفاة صلاح الدين منذ سنة (٥٩٠ هـ/ ١١٩٤ م) وحتى سنة (٦١٩ هـ/ ١٢٢٢ م) وبذلك يصل ما انقطع، وتكتمل الصورة، وتتعاقب الأحداث حتى زمنه.
ومن ثم كر أبو شامة على تاريخه هذا يستدرك فيه ما فاته تدوينه منذ سنة (٥٩٠ هـ/ ١١٩٤ م) حتى سنة (٦١٩ هـ/ ١٢٢٢ م)، ثم راح يوسع ما كان قد كتبه من سنة (٦٢٠ هـ/ ١٢٢٣ م) إلى سنة (٦٢٤ هـ/ ١٢٢٧ م) معتمدا في بعض أخباره فيه على من سبقه من المؤرخين ممن عاصر أحداث تلك السنين كسبط ابن الجوزي، وعز الدين محمد بن تاج الأمناء ابن عساكر، وقد كتب لتاريخه هذا مقدمة جديدة، افتتحه بها، وسماه فيها «المذيل على الروضتين»(٧).
(١) «المذيل»: ١/ ٢٣. (٢) «المذيل»: ٢٣/ ١ - ٢٤. (٣) انظر ص ٣٥٩ من هذا الكتاب. (٤) انظر ص ٣٥٩ من هذا الكتاب. (٥) أكثر أبو شامة من الإشارة إلى ذلك في غير ما موضع من مذيله، انظر ص ١٤٣، ٢٢٢ من جزئه الأول. (٦) انظر «المذيل»: ١/ ٥٥ - ٥٦. (٧) انظر «المذيل»: ١/ ١١ - ١٢ من مقدمتي لتحقيقه.