فيسألانه: من ربك؟ وما دينك؟ ومن رسولك؟ فيقول: ربي الله ﷿، وديني الإسلام، ومحمد ﷺ رسولي، فيقولان له: وقيت وهديت، ثم يقولان: اللهم إن عبدك أرضاك فأرضه، فذلك قوله سبحانه: ﴿وفي الآخرة﴾، أي يثبت الله قول الذين آمنوا" (١).
"يقال: بلا إله إلا الله فهذا في الدنيا. وإذا سئل عنها في القبر بعد موته قالها إذا كان من أهل السَّعادة، وإذا كان منْ أهل الشقاوة لم يقلها. فذلك قوله ﷿ ﴿وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ﴾ عنها أي عن قول لا إله إلا الله ﴿وَيَفْعَلُ اللَّهُ ما يشاء﴾ (٢٩) أي لا تنكروا له قدرةً ولا يُسأل عما يَفعل"(٢).
• قال ابن عطية الأندلسي (ت: ٥٤٢ هـ): " ﴿وفي الآخرة﴾ هي وقت سؤاله في قبره. وقال البراء بن عازب (ت: ٧٢ هـ)، وجماعة في الحياة الدنيا هي وقت سؤاله في قبره- ورواه البراء عن النبي ﵇ في لفظ متأول"(٣).
• قال مكي بن أبي طالب (ت: ٤٣٧ هـ): "وقيل: معنى الآية: يثبتهم الله في الحياة الدنيا على الإيمان، حتى يموتوا عليه؛ ﴿وفي الآخرة﴾ المساءلة في القبر، قاله طاووس (ت: ١٠٦ هـ)، وقتادة (ت: ١١٨ هـ)، وهو اختيار جماعة من العلماء"(٤).
• قال ابن القيم (ت: ٧٥١ هـ): "وهي المنجية من عذاب القبر
(١) تفسير مقاتل بن سليمان (سورة إبراهيم: الآية: ٢٧). (٢) معاني القرآن لفراء (سورة إبراهيم: الآية: ٢٧). (٣) تفسير المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز ٣/ ٣٣٧. (٤) تفسير مكي بن أبي طالب (سورة إبراهيم: الآية: ٢٧).